احتفلت هيئة قناة السويس في مصر، اليوم الأحد، بالذكرى الـ 150 لافتتاحها أمام حركة الملاحة العالمية. وشهد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، والدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري وعدد من السفراء وممثلي الدول والمنظمات الدولية وخبراء النقل البحري الاحتفالية التي أقامتها الهيئة في الإسماعيلية اليوم.

واستعرض الفريق أسامة ربيع مجموعة من الإحصائيات الملاحية والخدمات التي قدمتها القناة لحركة التجارة العالمية، وأوضح أن حركة الملاحة بقناة السويس منذ افتتاحها وحتى الآن تضمنت عبور 1.3 مليون سفينة، بحمولات بلغت 28.6 مليار طن، وإيرادات قدرها 135.9 مليار دولار لمصر.

وذكر أنه خلال العام المالي الحالي سجلت الهيئة عبور ألف سفينة بحمولات 1.2 مليار طن، وبإيرادات قدرها 6 مليارات دولار، مشيداً بالدور الذي لعبته قناة السويس منذ إنشائها عام 1869 وحتى الآن، وما قدمته على مدار تاريخها لصالح خدمة حركة التجارة العالمية وإثراء صناعة النقل البحري وتطورها.

أهمية كبيرة لتطوير القناة

وكشف الفريق ربيع أن مصر تولي أهمية كبيرة لتطوير المجرى الملاحي للقناة وذلك من خلال إنشاء مقصورات وقيسونات، وتحديث أسطول الوحدات البحرية وإجراء إصلاحات هيكلية وإدارية للشركات التابعة لها، والعمل بالتوازي على رفع تصنيف الترسانات، مشيراً إلى أن خطة التطوير تمتد إلى تحديث أسطول الكراكات بالهيئة، حيث تم التعاقد بالفعل على شراء كراكتين جديدتين من المقرر دخولهما الخدمة بحلول عام 2020.

وأكد ربيع اهتمام الهيئة بتطوير نظام العمل بالقناة على كافة الأصعدة، وذلك بتفعيل تطبيقات التحول الرقمي وتعميمها في كافة المعاملات مع التركيز على الإصلاح الإداري وتطوير الأداء، وتمكين الطاقات الشابة المتميزة، ومواكبة متطلبات التطور في صناعة النقل البحري، ومواجهة تحديات المنافسة.

مبانٍ تاريخية

وللحفاظ على المباني التاريخية للهيئة، قال الفريق أسامة ربيع إنه سيتم الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي للأحياء القديمة، والمنشآت التاريخية ذات الطراز المعماري الفرنسي، من خلال عمليات الترميم والصيانة المستمرة، لافتاً إلى أن العمل جار حالياً على تحويل المبنى الإداري الأول للهيئة في مدينة الإسماعيلية إلى متحف عالمي يسرد تاريخ القناة، ويضم مقتنيات تاريخية تعود إلى فترة إنشاء القناة.

وأعلن ربيع افتتاح المتحف خلال النصف الأول من العام المقبل، ليكون أحد أهم المزارات السياحية في مصر. وكانت فكرة إنشاء القناة قد بدأت في العام 1798 مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر. وفي العام 1854 استطاع الفرنسي فرديناند ديلسبس إقناع محمد سعيد حاكم مصر وقتها بأهمية المشروع، وبموجبه حصلت الشركة الفرنسية برئاسة ديلسبس على حق امتياز حفر وتشغيل القناة لمدة 99 عاما.

مليون عامل

استغرق بناء القناة 10 سنوات، وذلك منذ العام 1859وحتى العام 1869، وساهم في حفرها مليون عامل مصري، مات منهم أكثر من 120 ألفاً أثناء الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة، وافتتحت القناة رسميا عام 1869.

وفي يوليو من العام 1956، قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم القناة وإعادتها للإدارة المصرية، وتسببت حرب يونيو من العام 1967 في إغلاقها ثم عادت مجددا أمام حركة الملاحة الدولية في أعقاب حرب أكتوبر من العام 1973 .

وقام الرئيس الراحل أنور السادات بإعادة افتتاح القناة في يونيو من العام 1975، وبعدها شهدت القناة عمليات تطوير وتوسيع مستمرة كان آخرها مشروعات التوسعة الأخيرة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 6 أغسطس من العام 2015.