شهد ميناء شهيد رجائي في مدينة بندر عباس جنوب إيران اندلاع حريق جديد في عدد من الحاويات عقب انفجار ضخم هز الميناء وأدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة. يأتي هذا الحريق بعد الانفجار الذي وقع في الميناء قبل أيام وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصًا وإصابة أكثر من 1100 آخرين، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء والطوارئ للسيطرة على النيران ومنع انتشارها إلى مناطق أخرى.
تسبّب الانفجار في أضرار واسعة النطاق داخل الميناء والمناطق المحيطة به، حيث تحطمت نوافذ المباني على بعد كيلومترات، وانهارت أجزاء من البنية التحتية الحيوية، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض. وأكدت السلطات الإيرانية أن الحريق الجديد اندلع في حاويات تحتوي على مواد كيميائية خطرة، مما يزيد من صعوبة السيطرة على النيران ويهدد بزيادة التلوث البيئي في المنطقة.
وأوضحت الجهات الرسمية أن الانفجار ناجم على الأرجح عن سوء تخزين مادة بيركلورات الصوديوم، وهي مادة كيميائية تستخدم في تصنيع وقود الصواريخ الصلبة، حيث كانت هذه المواد جزءًا من شحنة واردة من الصين في وقت سابق، مما أثار تساؤلات حول معايير السلامة في الميناء. وأكدت الحكومة الإيرانية أن التحقيقات جارية لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث، مع نفي وجود أي شحنات عسكرية في الميناء.
في ظل هذه الظروف، أعلنت السلطات حالة الطوارئ في محافظة هرمزجان، ووجهت السكان بالبقاء في منازلهم بسبب التلوث الناتج عن الحريق، كما أُغلقت المدارس والمكاتب في المدينة كإجراء احترازي. واستمرت طائرات الهليكوبتر في إلقاء المياه على الحريق من الجو طوال الليل، في محاولة للسيطرة على النيران التي لا تزال مشتعلة في بعض المناطق.
وقد أثار الحادث قلقًا دوليًا واسعًا، حيث أعربت عدة دول ومنظمات عن استعدادها لتقديم المساعدة لإيران في مواجهة هذه الكارثة، بينما تتابع الأوساط الأمنية عن كثب تداعيات الانفجار وتأثيره على الأمن الإقليمي، خاصة مع موقع الميناء الاستراتيجي على مضيق هرمز.
في المجمل، يعكس هذا الحادث حجم المخاطر التي تنجم عن تخزين المواد الكيميائية الخطرة في الموانئ الحيوية، ويبرز الحاجة إلى تعزيز إجراءات السلامة والرقابة لمنع وقوع مثل هذه الكوارث التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المدنيين والاقتصاد الوطني. وتبقى جهود الإطفاء والإنقاذ مستمرة وسط أجواء من الحزن والقلق على مصير المصابين والمتضررين من هذا الانفجار الكبير.