عقدت إيران والولايات المتحدة جولة جديدة من المحادثات النووية غير المباشرة في عُمان بمشاركة وساطة عُمانية، حيث استمرت المناقشات الفنية بين الخبراء لمدة تسع ساعات متواصلة في أجواء وصفتها المصادر الرسمية بالجديّة والتركيز على التفاصيل الدقيقة للتوصل إلى حلول وسطى. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن وجود “خلافات جوهرية” بين الطرفين لا تزال عالقة، مشيرًا إلى أن بعضها يحمل تعقيدات خاصة تتطلب مزيدًا من الدراسة، بينما أكد أن المفاوضات مقتصرة حصريًا على الملف النووي دون المساس بالبرامج الدفاعية والصاروخية للبلاد.
من جهتها، أشارت التقارير إلى أن المحادثات الرفيعة المستوى شهدت مشاركة مكثفة من المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، حيث تم الاتفاق على عقد جولة رابعة مطلع مايو/أيار القادم لاستكمال النقاط العالقة. وتأتي هذه الجولات في إطار سلسلة مباحثات غير مسبوقة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، مع تأكيد إيران المستمر على حقها “غير القابل للتفاوض” في تخصيب اليورانيوم، بينما تطالب الولايات المتحدة بوقف التخصيب بنسبة 60% المثيرة للجدل.
وفي سياق متصل، حذّرت طهران من عواقب تفعيل “آلية الزناد” الأوروبية التي قد تعيد العقوبات الدولية، بينما لوح المسؤولون الأميركيون باحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي، وذلك بالتزامن مع تصاعد التحركات الميدانية مثل الانفجار الغامض في ميناء بندر عباس والاستفسارات الدولية حول الأنفاق قرب منشأة نطنز النووية. وتستعد الأطراف الآن لمرحلة تشاورية داخلية قبل الجولة المقبلة، وسط تأكيدات متبادلة على جدية الحوار لكن مع إصرار كل طرف على شروطه الأساسية.