اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن رضاه النسبي حيال التقدم الذي أحرزته بلاده في المفاوضات النووية الجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن المحادثات أصبحت أكثر جدية واحترافية مقارنة بالجولات السابقة. وأوضح عراقجي في تصريحات صحفية عقب اختتام الجولة الثالثة من المفاوضات التي جرت في مسقط، أن الطرفين بدأوا الدخول تدريجيًا في مناقشات تفصيلية دقيقة، مع تبادل مستمر للوثائق والملاحظات المكتوبة، وهو ما يعكس مستوى عالٍ من الجدية والمسؤولية في التعامل مع القضايا المطروحة.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن حضور الخبراء الفنيين من كلا الجانبين ساهم في رفع مستوى النقاشات، حيث تم التركيز على التفاصيل الفنية المتعلقة ببرنامج إيران النووي، مع الالتزام بعدم التطرق إلى قضايا أخرى مثل القدرات الصاروخية، التي تعتبرها إيران خارج نطاق المفاوضات. كما أكد عراقجي أن هناك بعض الخلافات التي لا تزال قائمة، لكنها ليست عائقًا أمام استمرار الحوار، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق مرضٍ للطرفين في المستقبل القريب.
وشدد عراقجي على أن إيران تسعى إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بشكل سريع، مشيرًا إلى أن بلاده متمسكة بحقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية فقط، وأنها لن تتنازل عن الخطوط الحمراء التي حددتها مسبقًا، مثل عدم إنهاء برنامج التخصيب أو تسليم مخزون اليورانيوم المخصب. وأضاف أن الأجواء الإيجابية والإرادة المشتركة بين الطرفين تشكل أساسًا جيدًا للمضي قدمًا في المفاوضات.
تجدر الإشارة إلى أن الجولة الحالية من المفاوضات تأتي في ظل وساطة سلطنة عمان، التي تستضيف اللقاءات غير المباشرة بين الوفدين الإيراني والأمريكي، حيث يتم تبادل الرسائل والوثائق عبر الوسطاء العمانيين، مع انضمام مبعوث الرئيس الأمريكي إلى فريق التفاوض في مسقط. ويعمل فريق الخبراء من الجانبين على وضع إطار عمل لاتفاق محتمل يهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية.
ويأتي هذا التطور بعد جولات تفاوضية سابقة في روما ومسقط، وصفها الطرفان بالبناءة، وسط ترقب دولي واسع لما ستسفر عنه هذه المحادثات التي تحمل أملًا في إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي في عام 2018. وتبقى التحديات قائمة، خاصة مع وجود خلافات حول تفاصيل البرنامج النووي والقدرات الصاروخية، لكن استمرار الحوار يعكس رغبة الطرفين في تجنب التصعيد وتحقيق حل دبلوماسي.
في الختام، تبرز تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أهمية هذه المفاوضات في إعادة رسم مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، مع التركيز على الجدية والاحترافية في التعامل مع القضايا النووية، مما قد يفتح الباب أمام تخفيف التوترات الإقليمية وتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
