اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
في تصعيد جديد للأحداث المتوترة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، واصلت القوات الجوية الإسرائيلية شن هجمات جوية متكررة على عدة مواقع داخل الأراضي الإيرانية، مستهدفة مناطق حيوية في مدن بوشهر وأصفهان ويزد وتبريز. تأتي هذه الهجمات في أعقاب الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مؤخراً ضد المنشآت النووية الإيرانية، في محاولة لشل قدرات طهران النووية وتقويض برنامجها العسكري.
وقد أثارت هذه العمليات الجوية الإسرائيلية موجة من التوتر والقلق في المنطقة، حيث تعد هذه الضربات جزءاً من استراتيجية مشتركة بين واشنطن وتل أبيب للضغط على إيران وعرقلة تقدمها النووي. وتعتبر هذه الهجمات استمرارية للسياسة العدائية التي تتبعها إسرائيل تجاه إيران، والتي تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط ومنعها من امتلاك قدرات عسكرية متقدمة.
في هذا السياق، خرج القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد باكبور، بتصريحات حادة أكد فيها أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاعتداءات، مشدداً على أن الحرس الثوري سيواصل تنفيذ “العمليات الجوفضائية” ضد إسرائيل، في إشارة إلى استخدام الطائرات المسيرة والطائرات بدون طيار في شن هجمات انتقامية تستهدف الأراضي الإسرائيلية. وأوضح أن هذه العمليات تأتي في إطار الدفاع المشروع عن السيادة الوطنية الإيرانية وردع أي اعتداءات مستقبلية.
تأتي تصريحات اللواء باكبور في إطار تعزيز موقف إيران العسكري والردع الاستراتيجي، حيث تسعى طهران إلى إظهار قوتها وقدرتها على الرد على أي تهديدات، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة ويعزز احتمالات تصعيد النزاع بين الطرفين. كما تعكس هذه التصريحات رغبة إيران في الحفاظ على توازن الردع مع إسرائيل، وعدم السماح لها بالهيمنة أو فرض شروطها بالقوة.
هذا التصعيد العسكري المتبادل بين إسرائيل وإيران يعكس مدى هشاشة الوضع الأمني في الشرق الأوسط، ويزيد من المخاوف الدولية من اندلاع مواجهة شاملة قد تؤثر على استقرار المنطقة والعالم. وتدعو العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار الدبلوماسي لتفادي تفاقم الأزمة.
في الختام، يظهر هذا التطور أن الصراع بين إيران وإسرائيل دخل مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة، حيث تتصاعد العمليات العسكرية وتزداد التهديدات المتبادلة، مما يفرض على المجتمع الدولي العمل بشكل عاجل لإيجاد حلول سلمية تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحمي شعوبها من تداعيات الصراعات المسلحة.
