اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
كشف وزير الخارجية التركي، في تصريحات لوكالة رويترز، عن ملامح رؤية أنقرة للمرحلة المقبلة في غزة، مؤكدًا أن تشكيل إدارة فلسطينية جديدة وقوة شرطة محايدة ومدرّبة داخل القطاع يُعدّ شرطًا رئيسيًا قبل الانتقال إلى الخطوات التالية في اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح أن تركيا ترى أن الأولوية يجب أن تُمنح لإعادة بناء المؤسسات المدنية والأمنية الفلسطينية بعيدًا عن النزاعات الفصائلية، مع توفير بيئة مستقرة تُسهّل عملية الانتقال السياسي والأمني داخل القطاع. وشدّد على أن قوة الشرطة التي يتحدث عنها الجانب التركي يجب أن تتكون من كوادر فلسطينية مُدرَّبة ومؤهلة، وليست مرتبطة بأي تشكيلات مسلحة.
وأضاف الوزير أن حركة حماس، وفقًا للمعطيات التي تمتلكها تركيا، أبدت استعدادها لتسليم إدارة غزة إلى لجنة فلسطينية تُشرف على المرحلة الانتقالية، بما يسهم في تهيئة الظروف لتنفيذ بنود الاتفاق. ورغم ذلك، أكّد أن نزع سلاح الحركة في المرحلة الأولى من الاتفاق ليس هدفًا واقعيًا في الوقت الحالي، نظرًا لتعقيد الوضع الأمني وتشابك الملفات العسكرية والسياسية. وأشار إلى أن أنقرة ترى ضرورة المضي في خطة تدرجية أكثر مرونة، تتيح خلق أرضية مشتركة يمكن البناء عليها، بدلًا من فرض شروط يصعب تنفيذها في ظل الظروف الراهنة.
وفي جانب آخر، أشار إلى أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للسماح لتركيا بأن تكون جزءًا من قوة الاستقرار الدولية التي يُناقش تشكيلها لإدارة الوضع الأمني في القطاع خلال المرحلة المقبلة، وهو ما تعتبره أنقرة خطوة ضرورية لضمان حياد القوة واستقلاليتها. وأوضح كذلك أن السياسات الإسرائيلية في سوريا تُسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي، وهو ما تتعامل معه تركيا بحساسية بالغة. وأكد أن بلاده لا تزال ترى أن حل الأزمة في غزة مرتبط بتسوية عادلة وشاملة تعالج جذور الصراع، وتمنح الفلسطينيين القدرة على إدارة شؤونهم دون تدخل أو وصاية خارجية.
