اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
تعيش قطاع غزة هذه الأيام واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ سنوات، حيث يعاني المدنيون العزل من ويلات القصف الإسرائيلي المتجدد منذ ثلاثة أسابيع. وسط الدمار الشامل والرعب اليومي، يطرح سكان القطاع السؤال الأكثر إيلاماً: “إلى أين نذهب؟”، بعد أن تحولت حياتهم إلى سلسلة من النزوح المستمر والبحث المحموم عن ملاذ آمن.
تتجسد المأساة في شهادات الأهالي الذين يعيشون على وقع القصف اليومي، حيث يروي أحد السكان: “في كل مرة نعتقد أننا وجدنا مكاناً آمناً، يصلنا أمر إخلاء جديد، دون أن يخبرنا أحد إلى أين نذهب”. وتضيف أم محمد وهي تحتضن أطفالها الخائفين: “بات أطفالي يرتجفون من أي صوت عالٍ، حتى لو كان مجرد إغلاق باب بقوة”.
المشهد في غزة اليوم يختزل أقسى معاناة إنسانية، حيث تتداخل أصوات الصواريخ مع صرخات النساء والأطفال، بينما يحاول الرجال يائسين إخراج ما تبقى من ممتلكاتهم من تحت الأنقاض. المستشفيات تعمل بأقصى طاقتها، بينما تتهاوى المنازل واحدة تلو الأخرى، تاركة آلاف العائلات بلا مأوى.
أحد كبار السن يعبر عن حيرته قائلاً: “عشنا ثلاث حروب في هذا الحي، لكن هذه المرة مختلفة، كأنهم يريدون إخراجنا جميعاً من أرضنا”. بينما تقف شابة جامعية حائرة أمام ما تبقى من منزلها: “كل شهاداتي وذكرياتي تحت الأنقاض، لم يعد لدينا حتى وثائق تثبت هويتنا”.
هذه الصور اليومية تكشف فشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين، حيث تحولت غزة إلى ساحة حرب مفتوحة، يعيش سكانها في حالة من التهجير الدائم، دون أن يجدوا مكاناً آمناً يلوذون به، أو مستقبلاً ينتظرونهم. السؤال الذي يتردد على كل لسان: “إلى متى سيستمر هذا العذاب؟”، يبدو دون إجابة في الأفق القريب.
