[ad_1]
دبابة وبهلوان.. هكذا اجتاز ألمان جدار برلين طلبا للحرية
في خضم الحرب الباردة، لجأت سلطات ألمانيا الشرقية، بدعم من الاتحاد السوفيتي، للفصل بين الجزأين الشرقي والغربي من برلين عن طريق إنشاء ما عرف بجدار برلين. وكان الجدار عبارة عن حاجز امتد لعشرات الأميال شيّد من الخرسانة، وجهّز بالأسلاك الشائكة واحتوى على أبراج مراقبة عديدة وسخّرت لتأمينه أعداد كبيرة من القوات وكلاب الحراسة.
ولجأت ألمانيا الشرقية لإنشاء هذا الجدار لوقف عمليات هجرة سكانها نحو القسم الغربي من برلين القابع تحت سلطة ألمانيا الغربية المدعومة أميركيا. فما بين عامي 1949 و1961، فرّ ما لا يقل عن 3 ملايين نسمة من سكان ألمانيا الشرقية نحو جارتها الغربية عبر برلين المقسمة. ولتبرير عملية إنشاء الجدار، تحدث المعسكر الشرقي عن بناء حاجز لصد أنصار الفاشية المتربصين بألمانيا الشرقية قصد منعها من تحقيق إرادة الشعب بإنشاء جمهورية شيوعية.

وعلى الرغم من ظهور هذا الجدار، تواصلت محاولات فرار الألمان الشرقيين، إذ سجلت الفترة ما بين عامي 1961 و1989، تاريخ انهيار الجدار، أكثر من 100 ألف محاولة فرار كللت منها 5 آلاف بالنجاح.
منازل حدودية
وفي خضم محاولات التنقل نحو الجزء الغربي من برلين، اعتمد الألمان الشرقيون العديد من الطرق. وقد كانت البداية بالتزامن مع فترة تشييد الجدار، إذ لجأ سكان ألمانيا الشرقية للمنازل الحدودية القريبة من الحاجز والتي كانت أبوابها ببرلين الشرقية، بينما أطلّت نوافذها وشرفاتها على برلين الغربية.
وللتنقل بين جزأي المدينة اكتفى الألمان الشرقيون بالتوجه لهذه المنازل والقفز من أعلى أجزائها المطلة على برلين الغربية لتستقبلهم في الأسفل فرق الحماية المدنية التابعة لألمانيا الغربية، والتي لم تتردد بدورها في تسهيل عملية فرارهم.

أيضا، لم يمانع كثيرون في اعتماد طرق أخرى للفرار من ألمانيا الشرقية. فبينما لجأ البعض للركض بسرعة نحو الأسلاك الشائكة لاجتيازها مستغلين انشغال الحراس، عمد العديد من الألمان الشرقيين لحفر أنفاق مرت تحت الجدار وربطت بين جزأي برلين.
“النفق”
وخلال العام 1962، مولت شبكة هيئة الإذاعة الوطنية الأميركية أن بي سي (NBC) بشكل سري عملية بناء أحد هذه الأنفاق خلال تصويرها لفيلم وثائقي حمل اسم “النفق”. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، ساعدت الشبكة الإعلامية الأميركية مجموعة طلاب من ألمانيا الغربية وعددا من اللاجئين الشرقيين لإنشاء هذا الخندق الذي ساهم في فرار 29 شخصا من ألمانيا الشرقية نحو الغربية، قبل أن يتفطن إليه أمن الدولة بألمانيا الشرقية المعروف بالشتازي (Stasi).
أيضا، تمكن طالب آخر من قيادة أهم عملية هروب بتاريخ جدار برلين، فعمد إلى حفر خندق مكّن خلال يومين فقط 57 فردا من التنقل بين برلين الشرقية والغربية. ومع اكتشافه لهذا النفق لجأ جهاز الشتازي لاستخدام أجهزة تنصت ومراقبة تحركات المواطنين قرب الجدار لمنع تكرار هذه الحادثة.

جحيم ألمانيا الشرقية
من جهة ثانية، لجأ البعض لطرق مبتكرة لمغادرة جحيم ألمانيا الشرقية. فسنة 1963، أقدم البهلوان هورست كلاين (Horst Klein) على استغلال مهاراته في المشي على الحبال فعمد لاستخدام كابل توتر عالي متروك وغير مستخدم مر فوق الجدار ليمشي فوقه بطريقة بهلوانية وينزل ببرلين الغربية.
وخلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1961، قاد المهندس هاري ديترلينغ (Harry Deterling) ما سمي بقطار الحرية الأخير، فبدل التخفيف من سرعته عند اقترابه من حواجز الجدار، فضّل الأخير اعتماد السرعة القصوى لاختراق الحاجز والتوقف ببرلين الغربية حاملا معه 6 من أفراد عائلته إضافة لستة عشر مسافرا آخر.

وامتدت عمليات الفرار لتشمل جنود ألمانيا الشرقية. فخلال شهر أيار/مايو 1963، سرق الجندي فولفغانغ إنغلز (Wolfgang Engels) دبابة، واقتحم بها الجدار ليعلق في الأسلاك الشائكة. وعلى الرغم من استهدافه بوابل من الرصاص، نجح الأخير في بلوغ هدفه وفرّ لبرلين الشرقية.
الموت في سبيل الحرية
أيضا، التقطت عدسات الكاميرا سنة 1961، حادثة هرب الجندي كونراد شومان (Konrad Schumann). فأثناء فترة الحراسة، ركض الأخير بسرعة وقفز فوق الأسلاك الشائكة ليجد نفسه في برلين الغربية.

ومع نجاح كل هؤلاء في تحقيق حلمهم بالفرار من جحيم النظام الشيوعي بألمانيا الشرقية، قتل ما يزيد عن 100 شخص قرب الجدار أثناء سعيهم وراء الحرية. وبينما فارق البعض الحياة بسبب وقوعهم من أعلى المباني والأسلاك الشائكة، أحبط جنود ألمانيا الشرقية العديد من محاولات اجتياز الجدار عن طريق استهداف الفارين بوابل من الرصاص.

إعلانات
الأكثر قراءة
-
جرعة زائدة من الأدوية.. هكذا توفي هيثم أحمد زكي!
(83096 مشاهدة)
-
وفاة أحد مشاهير السناب شات في السعودية تتصدر الترند
(61973 مشاهدة)
-
كشف هوية أحد المتورطين في تفجير الطائرة الروسية فوق
(39526 مشاهدة)
-
تفاصيل جديدة عن وفاة نجل أحمد زكي.. مكمل غذائي
(38278 مشاهدة)
-
شاهد.. إيفانكا ترمب ترقص في المغرب
(35884 مشاهدة)
-
ماهي قصة هذا الباب في صحراء غرب السعودية؟
(21739 مشاهدة)
-
صورة منفذ الطعن في جرش.. سكين حاد وتصرفات غير طبيعية
(299571 مشاهدة)
-
“طار رأسه”.. أميركا تفرج عن صور عملية البغدادي
(297890 مشاهدة)
-
بلد صغير وفقير قد يصبح قريباً أغنى دولة في العالم
(204269 مشاهدة)
-
روسيا.. مقطع فيديو يشغل مواقع التواصل والسلطات تحقق
(183484 مشاهدة)
-
ساعات هيثم زكي الأخيرة.. اختفى ووجد جثة بشقته
(158091 مشاهدة)
-
فيديو صادم.. لحظة قنص شاب فلسطيني أعزل برصاص إسرائيلي
(131005 مشاهدة)
[ad_2]