شهدت مدينة نيويورك الأمريكية حادثًا مأساويًا بعد تحطم مروحية سياحية كانت تقل ستة أشخاص بينهم مسؤول تنفيذي بارز في شركة “سيمنس” العالمية وزوجته وأطفاله، حيث لقي جميع ركاب المروحية مصرعهم في الحادث الذي هز الأوساط الاجتماعية والاقتصادية في الولايات المتحدة.
وجرى الحادث في ظروف جوية صعبة، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن سلطات الطيران الفيدرالية، حيث فقدت المروحية ذات المحرك الواحد الاتصال ببرج المراقبة قبل دقائق من سقوطها في منطقة غير مأهولة. وقد انتقلت فرق الإنقاذ والطوارئ على الفور إلى موقع الحادث، لكن عمليات البحث لم تسفر إلا عن العثور على حطام المروحية وجثث الضحايا الستة.
وكان من بين الضحايا نائب رئيس قسم التطوير في شركة “سيمنس” للصناعات التكنولوجية، والذي يقيم في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات، إلى جانب زوجته وطفليه في رحلة سياحية فوق معالم المدينة. وقد أثار خبر وفاتهم صدمة كبيرة في أوساط الشركة الألمانية العملاقة، التي أصدرت بيانًا رسميًا تعزي فيه أسر الضحايا، معربة عن حزنها العميق لفقدان أحد أبرز كوادرها التنفيذيين وعائلته في هذا الحادث المروع.
وبدأت التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث قد يكون ناتجًا عن عطل فني مفاجئ في المحرك، إلى جانب سوء الأحوال الجوية التي كانت تسود المنطقة وقت الحادث، حيث كانت هناك رياح قوية وضباب كثيف يعيق الرؤية. وتعمل لجنة السلامة الوطنية للنقل الآن على فحص البيانات المسجلة في الصندوق الأسود للمروحية لتحديد السبب الدقيق للحادث.
هذا الحادث يسلط الضوء مرة أخرى على مخاطر الطيران بالطائرات الصغيرة والمروحيات في ظروف جوية غير ملائمة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الحوادث في هذا النوع من الطائرات تكون أعلى مقارنة بالطائرات التجارية الكبيرة. كما أثار الحادث جدلاً جديدًا حول معايير السلامة المتبعة في الطائرات السياحية الخاصة، ومدى كفاية الإجراءات الاحترازية المطبقة.
وقد توافد العشرات من أصدقاء وجيران الضحايا إلى موقع الحادث لإلقاء الزهور وإشعال الشموع حدادًا على الأرواح التي فقدت في هذه المأساة المفجعة. بينما بدأت أسر الضحايا إجراءات استعادة جثث أحبائهم استعدادًا لمراسم الدفن التي من المتوقع أن تحظى بحضور كبير نظرًا للمكانة الاجتماعية للضحية الرئيسية وعائلته.
يذكر أن هذا الحادث هو الثالث من نوعه الذي تشهده منطقة نيويورك خلال العام الجاري، مما يدفع الخبراء إلى المطالبة بمراجعة شاملة لمعايير السلامة في الطيران السياحي والخاص، وخاصة في المناطق الحضرية الكثيفة مثل نيويورك حيث تشكل حوادث الطائرات الصغيرة خطرًا إضافيًا على السكان.