الرئيسية / الحوادث / كيس إندومي يتسبب في كارثة مؤلمة.. الطفلة الفلسطينية جميلة تفقد أحد أصابعها في غزة

كيس إندومي يتسبب في كارثة مؤلمة.. الطفلة الفلسطينية جميلة تفقد أحد أصابعها في غزة

في واحدة من أبشع صور المعاناة التي يعيشها أطفال غزة تحت وطأة الحرب والحصار، وقعت حادثة مفجعة بطلتها طفلة صغيرة تُدعى جميلة، لم تتجاوز سنوات عمرها الأولى، ولكنها واجهت ما يفوق قدرتها على الاحتمال. الحكاية بدأت بكيس بسيط من “الإندومي”، الوجبة السريعة التي يعتمد عليها كثير من الناس في ظل الفقر والحصار، لكنه تحول إلى كابوس مأساوي بالنسبة لهذه الطفلة البريئة.

جميلة، التي تعيش في واحدة من مناطق القطاع المتضررة بشدة، كانت تمسك بكيس الإندومي بفرحة بريئة ظنت معها أنه يحمل طعمًا من البهجة وسط الجوع والحرمان، لكنه كان يحمل في داخله خطرًا لا يخطر على بال أحد. أثناء محاولتها فتح الكيس باستخدام مقص منزلي، أو ربما آلة حادة مرتجلة، انزلقت الأداة بشكل مفاجئ، لتُصاب إصبعها إصابة بالغة. بسبب غياب الرعاية الطبية العاجلة، وشح الخدمات الصحية الناتج عن الحصار والانهيار شبه التام للمنظومة الصحية في غزة، لم تتمكن عائلتها من إنقاذ الإصبع. ومع مرور الساعات وتفاقم الإصابة، أُجبرت الأسرة على تقبّل الحقيقة القاسية: الأطباء لم يجدوا بُدًا من بتر إصبع الطفلة لإنقاذ بقية يدها.

الواقعة الصادمة هزّت مشاعر كل من عرف تفاصيلها، ليس فقط لكونها حادثة مأساوية لطفلة صغيرة، بل لأنها تسلط الضوء على حجم الانهيار في أبسط مقومات الحياة في غزة، حيث يمكن أن يتحول شيء تافه في نظر العالم الخارجي إلى تهديد حقيقي للحياة في ظل الظروف المأساوية التي يواجهها المدنيون. في أماكن أخرى، لا تتجاوز هذه الحوادث جرحًا بسيطًا يُعالَج في أقرب عيادة خلال دقائق، أما في غزة المحاصرة، فالأمر يختلف تمامًا، حيث تنعدم القدرة على التدخل السريع، وتغيب أبسط أدوات الإسعاف، ويُترك الأطفال لمصير مؤلم يختزل معاناتهم المستمرة.

قصة جميلة ليست مجرد حادث فردي، بل هي انعكاس حي لمعاناة ملايين الأطفال الذين يعيشون في قلب الخطر، ويفقدون يوميًا أجزاءً من براءتهم، وأحيانًا من أجسادهم، في ظل صمت دولي مريب. وبينما تتناقل وسائل الإعلام الخبر كحادثة غريبة، يمر على أهل غزة كواقعة مكررة ضمن مشهد يومي يفيض بالمآسي والانكسارات. جميلة فقدت إصبعها، لكنها لم تفقد الأمل ولا البراءة، وما زالت، كغيرها من أطفال غزة، تحلم بحياة طبيعية بعيدًا عن الجوع، والخوف، والدم، والألم.

عن admin

شاهد أيضاً

اختطاف 315 طالبًا ومعلّمًا من مدرسة في نيجيريا

شهدت نيجيريا حادثًا مروّعًا جديدًا بعدما تم اختطاف 315 طالبًا ومعلّمًا من إحدى المدارس في …