عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعًا مهمًا مع كبار علماء الشرع وقادة الرأي الديني في تركيا، في لقاء تناول عددًا من القضايا المحورية التي تهم المشهدين الديني والسياسي في البلاد. جاء هذا الاجتماع في إطار سلسلة اللقاءات التشاورية التي يعقدها الرئيس التركي مع مختلف مكونات المجتمع التركي.
تمحور النقاش خلال اللقاء حول عدة موضوعات رئيسية، حيث تناول الجانبان دور المؤسسات الدينية في تعزيز الوحدة الوطنية والقيم الإسلامية الوسطية، بالإضافة إلى مناقشة سبل تطوير الخطاب الديني لمواكبة متطلبات العصر مع الحفاظ على الثوابت الشرعية. كما ناقش المجتمعون آليات تعزيز التعاون بين مؤسسات الدولة والهيئات الدينية لخدمة المجتمع.
ومن بين القضايا البارزة التي تم التطرق إليها، ملف التعليم الديني وسبل تطويره، حيث أكد أردوغان على أهمية تحديث المناهج التعليمية في المعاهد الدينية بما يتناسب مع حاجات العصر دون المساس بالأصول الشرعية. كما تم بحث دور المؤسسات الدينية في مواجهة التطرف الفكري ونشر الفهم الصحيح للإسلام.
كما شهد اللقاء مناقشات حول السياسات الاجتماعية والتنموية للدولة، وكيفية توظيف الخطاب الديني في دعم هذه السياسات. وأشار المشاركون إلى أهمية تعزيز دور العلماء في توجيه المجتمع نحو القيم الإيجابية ومواجهة التيارات الفكرية الدخيلة.
هذا اللقاء يأتي في إطار سياسة الرئيس أردوغان الرامية إلى تعزيز الحوار بين مختلف مكونات الدولة التركية، وإشراك المؤسسات الدينية في عملية صنع القرار. ويُعتبر هذا الاجتماع امتدادًا لسلسلة اللقاءات التي يعقدها الرئيس مع النخب الفكرية والدينية في البلاد.
وقد تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية دور العلماء في الحفاظ على الهوية الإسلامية لتركيا، مع الحاجة إلى تطوير آليات عمل المؤسسات الدينية لمواكبة التحديات المعاصرة. كما ناقش المجتمعون سبل تعزيز مكانة تركيا كمركز للفكر الإسلامي المعتدل على الساحة الدولية.
يذكر أن مثل هذه اللقاءات تعكس النهج الذي تتبنيه القيادة التركية في إدارة الملف الديني، والذي يجمع بين الحفاظ على الثوابت الشرعية من جهة، ومواكبة مستجدات العصر ومتطلبات الدولة الحديثة من جهة أخرى.