اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
أطلق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” تحذيراً خطيراً بشأن نية روسيا المزعومة تطوير ونشر أسلحة نووية في الفضاء الخارجي، في خطوة وصفها بأنها “مقلقة للغاية” قد تؤدي إلى عواقب كارثية على الأمن العالمي. وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي استعرض فيه التهديدات الأمنية الناشئة التي تواجه المجتمع الدولي، مع التركيز على المخاطر الجديدة المرتبطة بسباق التسلح الفضائي.
وأوضح الأمين العام أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا تدرس حالياً نشر أنظمة أسلحة متطورة في الفضاء، بزعم تحسين قدراتها العسكرية، وهو ما قد يشمل -حسب بعض التقارير- أسلحة ذات قدرات نووية مصممة لاستهداف البنية التحتية الفضائية، بما في ذلك الأقمار الصناعية الحيوية التي تدعم الاتصالات العالمية والملاحة والخدمات الأساسية الأخرى. وحذر من أن أي هجوم على هذه الأقمار قد يتسبب في فوضى عارمة على الأرض، مع انهيار شبكات الاتصالات والأنظمة المصرفية وخدمات الطوارئ وأنظمة النقل الجوي والبري.
كما أشار إلى أن مثل هذه التطورات تمثل انتهاكاً صارخاً للمعاهدات الدولية التي تحظر نشر الأسلحة في الفضاء، وتنذر ببدء مرحلة خطيرة من سباق التسلح قد تهدد الاستقرار العالمي. وأكد أن حلف الناتو يراقب هذه التطورات عن كثب، ويعمل على تعزيز آليات الردع الجماعي لمواجهة أي تهديدات محتملة للأمن الفضائي، الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي للدول الأعضاء.
هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد تصاعداً في التوترات الجيوسياسية على الساحة الدولية، حيث تتسارع الجهود العالمية لوضع أطر تنظيمية جديدة تحكم الأنشطة العسكرية في الفضاء. ويحذر الخبراء من أن أي نزاع مسلح في الفضاء قد تكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها، نظراً لاعتماد البشرية المتزايد على التقنيات الفضائية في جميع مناحي الحياة الحديثة.
من جانبهم، دعت عدة دول أعضاء في الأمم المتحدة إلى عقد جلسات طارئة لمجلس الأمن لبحث هذه القضية الخطيرة، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الفضاء كمجال سلمي لخدمة البشرية جمعاء. كما بدأت بعض الدول في تسريع خططها لتطوير أنظمة دفاع فضائي لحماية أقمارها الصناعية من أي هجمات محتملة في المستقبل.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسليط الضوء على مخاطر عسكرة الفضاء، لكن التحذيرات الحالية تكتسب أهمية خاصة نظراً للتقنيات المتطورة التي يتم تطويرها، والتي قد تغير بشكل جذري طبيعة الصراعات الدولية في المستقبل. ويبقى المجتمع الدولي في حالة تأهب قصوى لمواجهة هذا التحدي الجديد الذي يهدد الأمن والسلم العالميين.
