يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف عدة مناطق في قطاع غزة، لاسيما مدينة رفح، في أعقاب استشهاد نحو 50 فلسطينيًا منذ فجر الأربعاء الماضي، منهم أكثر من 30 في مجزرة مروعة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. تُعد هذه الهجمات جزءًا من العدوان المستمر الذي يشنه الاحتلال على القطاع منذ فترة طويلة، مما يزيد من معاناة السكان الفلسطينيين وتدهور أوضاعهم الإنسانية.
تسببت الغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية في وقوع العديد من الضحايا والجرحى، حيث أكدت مصادر طبية فلسطينية استشهاد 17 شخصًا وإصابة آخرين جراء القصف المتواصل على القطاع. وقد ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب على غزة منذ بداية العدوان إلى أكثر من 50 ألف شهيد و115 ألف جريح، مما يُعد من أعلى حصائل الضحايا في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كما استهدفت القوات الإسرائيلية عدة مناطق في القطاع، بما في ذلك محيط مسجد أم حبيبة وسوق الدراجات بمنطقة قيزان النجار جنوبي خان يونس. وقد شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على المناطق الشمالية لمدينة رفح، مما تسبب في تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية.
تأتي هذه الهجمات في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث تعاني المنطقة من حصار خانق يمنع إدخال المواد الغذائية والدوائية الأساسية. وقد حذرت المنظمات الإنسانية من خطر المجاعة والمرض الذي يهدد السكان، خاصة مع منع الاحتلال إدخال الكسرة الخبز أو الكأس الماء أو الحبة الدوائية إلى القطاع.
وقد لجأ مليون فلسطيني على الأقل إلى النزوح من منازلهم بسبب القصف المستمر، حيث أجبروا على التحرك عشرات المرات تحت القصف الإجرامي. وقد أعلنت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن الاحتلال يخطط لإقامة معسكرات اعتقال لحشر النازحين تمهيدًا لتهجيرهم، مما يزيد من معاناتهم ويهدد بتصفية الأهالي قتلاً بالقصف أو التجويع.
تعتبر هذه الأحداث جزءًا من الصراع المستمر بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، الذي يتصاعد مع كل مرور يوم. وقد أدانت العديد من الدول والمنظمات الدولية هذه الهجمات، ودعت إلى وقف فوري للعدوان وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.