[ad_1]
الحرب السيبرانية.. واستهداف “رأس الأخطبوط” الإيراني
في النصف الأول من عام 2018، طرح وزير التعليم الإسرائيلي آنذاك، نفتالي بينيت، نظرية حول كيفية التعامل مع العدوان الإيراني، والذي وصفه بـ”مفهوم الأخطبوط”.
ووفقاً لذلك المفهوم أو الأسلوب، تقوم إيران بنشر الفوضى في المنطقة والبلدان المجاورة من خلال مخالبها الطويلة، سواء كانوا حزب الله في لبنان أو حماس في غزة، بحسب مقال نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” Jerusalem Post.
وفي أحد المؤتمرات في مايو 2018، قال بينيت: “إن الإيرانيين لا يحبون الموت، ولكن من السهل عليهم التضحية بالآخرين وإرسالهم للموت. وبينما تذرف الضحية الدماء، سواء أكان من ينزف هو أحد المخالب أو المستهدفين، يجلس رأس الأخطبوط (الإيراني) على كرسيه مزهواً بنفسه”. ووقتئذ قال الوزير الإسرائيلي إن الوقت قد حان لكي تستهدف إسرائيل “رأس الأخطبوط وليس مخالبه”.
كوزير للدفاع من نوفمبر 2019 حتى منتصف هذا الأسبوع، بدأ بينيت إجراءات موجهة ضد إيران نفسها، في مواقعها في سوريا، ولم يقتصر الأمر على ضرب الميليشيات الشيعية التابعة لها أو وكلائها مثل حزب الله فقط.
وقال وزير الدفاع بينيت في فبراير: “عندما تضربك مخالب الأخطبوط، لا ترد الضربة للمخلب فقط، بل عليك بخنق رأس الأخطبوط نفسه. وبالمثل يجب التعامل مع إيران”. وفي سياق متصل، صرح بينيت بأن ضرب رأس الأخطبوط يقضي عليه وعلى أذرعه ومخالبه في آن واحد.
وتعد استخدامات الحرب السيبرانية بالوقت الحالي أحد الوسائل لتوجيه ضربات مميتة ومماثلة للعمليات النشطة واستخدام الأسلحة الثقيلة في الحروب العسكرية.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” New York Times، الثلاثاء الماضي، أن بينيت، في أيامه الأخيرة كوزير للدفاع، هو الذي ضغط من أجل رد إسرائيلي قوي على هجوم إلكتروني إيراني على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي الإسرائيلية في 24 أبريل، على الرغم من أن أضراره كانت محدودة فقط.
وبالفعل تم الرد من خلال هجوم إلكتروني في 9 مايو، نُسب إلى إسرائيل، حيث أفادت صحيفة “واشنطن بوست” Washington Post أنه استهدف محطة ميناء الشهيد رجائي الإيرانية في مدينة بندر عباس المطلة على مضيق هرمز الاستراتيجي. وبحسب ما ورد، تسبب هذا الهجوم في حدوث فوضى واسعة النطاق بسبب التوقف المفاجئ لحركة الشحن البحري والتي أدت بدورها إلى اختناقات مرورية ضخمة بالميناء.
وفقًا لـ”نيويورك تايمز”، فقد كان بينيت أحد الدافعين الرئيسيين لضرورة شن ضربة ثأرية بعد إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الهجوم السيبراني ضد البنية التحتية للمياه. ويتوافق هذا النوع من الرد مع “مبدأ الأخطبوط” الذي يعتقد بينيت في أنه يجعل إيران نفسها تشعر بالألم بسبب الأذى الإقليمي الذي تتسبب به، وعدم الاكتفاء بملاحقة وكلائها.
موضوع يهمك
?
أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده أجرت الخميس تجربة صواريخ في جزيرة بانتظار وصول ناقلات النفط الإيرانية التي…
قبيل وصول ناقلات النفط الإيرانية.. فنزويلا تجري تجربة صواريخ
إيران
إن إيران، من خلال وكلائها، تشجع الآخرين على خوض القتال والموت، في حين يعرف الجميع أنها من تقف وراء الوكلاء من الميليشيات والكتائب، التي تشن هجمات منتظمة ضد إسرائيل وغيرها من البلدان المجاورة، سواء كان حزب الله أو حماس أو الجهاد الإسلامي – إلا أنها تتكتم على القيام بعمل عسكري داخل إيران نفسها، لجعل النظام يشعر بالألم، تجنباً لاندلاع شرارة حرب عسكرية.
لكن الحرب السيبرانية، على ما يبدو، لديها قواعد مختلفة، وبالتالي فإن التحفظ بشأن استخدام القوة العسكرية لمهاجمة المنشآت داخل العمق الإيراني لا ينطبق على ضرب البنية التحتية الإيرانية من خلال الهجمات السيبرانية.
ووفقًا لما نشرته “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، كانت رسالة إسرائيل إلى إيران واضحة: عليكم بالتوقف عن شن الهجمات السيبرانية، وإلا ستدفعون ثمنا باهظا بالمقابل.
ومن المرجح أن إسرائيل لن تلجأ في هذه المرحلة إلى الرد بضربة عسكرية تقليدية ضد إيران نفسها رداً على شن أي هجوم تقليدي تقوم به طهران. ولكن لا ينطبق الأمر نفسه سيبرانيًا إذ لا تتردد إسرائيل بشأن كل ما يجعل رأس الأخطبوط يشعر بالألم بشكل مباشر.
[ad_2]