دخل الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران يومه الخامس وسط تصعيد ملحوظ في العمليات العسكرية، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي العاصمة الإيرانية طهران بعدة غارات جوية، مما يعكس تصعيدًا غير مسبوق في المواجهة بين الطرفين. تأتي هذه التطورات في ظل توترات متزايدة على الساحة الإقليمية، حيث تتبادل إسرائيل وإيران الضربات في إطار صراع معقد يحمل أبعادًا سياسية وأمنية عميقة.
أكد مسؤول بارز في هيئة الأركان الإسرائيلية أن إيران أصبحت مكشوفة تمامًا أمام القوات الإسرائيلية، وأن الطيران الإسرائيلي يتحرك بحرية داخل الأجواء الإيرانية، مشددًا على أن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يتم إلا بشروط إسرائيلية صارمة “لم تنضج بعد”، مما يشير إلى استمرار العمليات العسكرية وعدم وجود بوادر فورية لتخفيف التصعيد. هذا التصريح يعكس موقفًا حازمًا من الجانب الإسرائيلي الذي يرفض أي تسوية دون تحقيق أهدافه الاستراتيجية.
في المقابل، ردت إيران بإطلاق عدد محدود من الصواريخ على مناطق شمال إسرائيل، وفقًا لمصادر إسرائيلية، في محاولة لإظهار قدرتها على الرد والتأثير رغم الضربات التي تتعرض لها. هذا الرد الصاروخي يبرز استمرار المواجهة العسكرية بين الطرفين، ويعكس رغبة إيران في الحفاظ على توازن الردع رغم الضغوط المتزايدة.
على الصعيد الدولي، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول في البيت الأبيض أن منشور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي دعا إلى إخلاء فوري للعاصمة طهران يعكس إلحاحه على عودة إيران إلى طاولة المفاوضات، مما يشير إلى أن هناك جهودًا دبلوماسية غير معلنة تهدف إلى احتواء الأزمة وإيجاد مخرج سياسي للصراع. ويعكس هذا الموقف الأمريكي تعقيد المشهد الدولي وارتباطه بالملف النووي الإيراني والقضايا الإقليمية.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن إرسال حاملة الطائرات “نيميتز” ومجموعتها الضاربة إلى المنطقة بهدف حماية المصالح الأمريكية، لكنها نفت بشكل قاطع مشاركتها في أي ضربات عسكرية على إيران، مما يؤكد حرص واشنطن على عدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع طهران في الوقت الراهن، مع الحفاظ على قدرة الردع والدعم اللوجستي لقواتها وحلفائها في المنطقة.
تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من اتساع رقعة الصراع وتأثيره على الاستقرار الإقليمي والدولي، حيث يتابع المجتمع الدولي بقلق بالغ تطورات المواجهة بين إسرائيل وإيران، مع دعوات متزايدة لوقف التصعيد والعودة إلى الحوار السياسي. ويظل الملف النووي الإيراني والعقوبات الاقتصادية والأنشطة العسكرية في المنطقة من أبرز القضايا التي تؤثر على مسار الأزمة.
في الختام، يعكس دخول الحرب الإسرائيلية الإيرانية يومها الخامس حالة من عدم الاستقرار والتوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، مع استمرار تبادل الضربات وتصريحات التصعيد بين الطرفين، وسط مراقبة دولية حثيثة ومحاولات دبلوماسية لاحتواء الأزمة. ويظل المستقبل مفتوحًا أمام تطورات قد تحدد مسار الصراع وأثره على الأمن الإقليمي والعالمي.