تشهد غزة في الآونة الأخيرة ارتفاعًا مقلقًا في أعداد حالات الإجهاض بين النساء، بالإضافة إلى ازدياد ملحوظ في ظهور التشوهات الخلقية الخطيرة بين الأطفال حديثي الولادة، مما يشكل كابوسًا حقيقيًا للأمهات وعائلاتهن. هذه الظاهرة التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الأجيال القادمة، تثير قلقًا متزايدًا بين الأطباء والمختصين الذين يربطون هذه الزيادة بأسباب متعددة تشمل الظروف الإنسانية والبيئية الصعبة التي تمر بها غزة.
الأمهات في غزة يعانين من مأساة غير مسبوقة حيث تُولد بعض الأطفال بأشكال غير طبيعية، منهم من يولد بلا جماجم أو بملامح مشوهة تثير الحزن والأسى لكل من يرى هذه الحالات. هذه الظواهر ليست مجرد حوادث فردية بل أصبحت تتكرر بشكل ملحوظ مما يرفع من منسوب القلق حول صحة الأمهات والأطفال ومستقبل السكان في المنطقة. وتؤكد التقارير الطبية أن هذه التشوهات والاضطرابات الجسدية قد تكون ناتجة عن عدة عوامل منها التعرض المستمر لمخلفات الحروب، تلوث البيئة، نقص الرعاية الصحية المناسبة، بالإضافة إلى نقص الغذاء السليم وانعدام الاستقرار الذي تعيشه العائلات الفلسطينية في غزة.
هذه الأزمة الصحية المتفاقمة تؤثر بشكل مباشر على المجتمع بأكمله، حيث تفقد العائلات أطفالها أو تواجه معاناة مستمرة بسبب الأمراض والإعاقات التي يعاني منها المواليد، ما يضع عبئًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا على الأسر وعلى النظام الصحي الهش بالفعل في غزة. الأطباء يحذرون من أن استمرار هذه الاتجاهات قد يؤدي إلى تدهور أكبر في صحة الأجيال القادمة، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا ومشتركًا من المجتمع الدولي والحكومات المحلية للعمل على تحسين ظروف المعيشة والبيئة الصحية، وتوفير الدعم الطبي والتغذوي للأمهات الحوامل والمواليد.
بشكل عام، فإن الوضع الصحي في غزة يعكس حجم المعاناة التي يواجهها السكان جراء سنوات من الحصار والحروب المستمرة، مما يجعل من الضروري البحث عن حلول فعالة وعاجلة لتخفيف هذه المعاناة وحماية حياة الأمهات والأطفال، وضمان حقهم في حياة صحية وآمنة بعيدًا عن المخاطر التي تهدد وجودهم منذ أول لحظة في حياتهم.