في مشهد يعكس تصاعد التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، شهدت مدينة نيويورك تظاهرات حاشدة بالقرب من متحف المتروبوليتان للفنون، حيث أقيم حفل “ميت غالا 2025″، أحد أبرز الفعاليات العالمية في عالم الموضة. تجمع المئات من الناشطين والفنانين المناصرين لفلسطين أمام المتحف، رافعين شعارات تدعو إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، والتنديد بالانتهاكات المستمرة بحق المدنيين هناك.
وقد جاءت هذه الاحتجاجات في إطار حملة أطلق عليها “يوم الغضب من أجل غزة”، حيث سعى المتظاهرون إلى لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع، مستغلين الحضور المكثف للنجوم والمشاهير الذين شاركوا في الحفل السنوي. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، تمكن المحتجون من إيصال رسالتهم، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات تطالب بوقف العدوان، وضرورة اتخاذ موقف دولي أكثر حزمًا تجاه الأزمة المستمرة منذ أشهر.
وقد حاول المتظاهرون الاقتراب من السجادة الحمراء أمام المتحف، حيث تتجمع عدسات الإعلام العالمي، إلا أن قوات الشرطة فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا حول المكان، ومنعتهم من الوصول إلى المدخل الرئيسي. ورغم ذلك، تمكن المحتجون من تنظيم مسيرة سلمية في محيط المتحف، حيث عبروا عن رفضهم لاستمرار الصمت الدولي تجاه ما يحدث في غزة، مطالبين بوقف فوري للعمليات العسكرية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
وشهدت التظاهرات بعض المشاحنات بين المحتجين ومجموعات مؤيدة لإسرائيل، حيث تدخلت الشرطة لفض الاشتباكات، وقامت بتوقيف عدد من المتظاهرين قبل وصولهم إلى السجادة الحمراء. ورغم هذه الإجراءات، استمرت الاحتجاجات لساعات، وسط تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو توثق اللحظات التي حاول فيها المحتجون إيصال صوتهم إلى العالم.
وتأتي هذه التظاهرات في سياق موجة الاحتجاجات التي اجتاحت العديد من المدن الأمريكية خلال الأسابيع الماضية، حيث شهدت الجامعات والمؤسسات الثقافية مظاهرات مماثلة، تعكس تزايد الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية. ومع استمرار الأزمة في غزة، يواصل الناشطون الضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية لاتخاذ خطوات جادة لإنهاء النزاع، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وأمان.
هذا الحدث يسلط الضوء على الدور المتنامي للحركات الشعبية في التأثير على الرأي العام العالمي، حيث باتت الفعاليات الكبرى مثل “ميت غالا” منصة لإيصال رسائل سياسية وإنسانية، تعكس مدى ارتباط القضايا الحقوقية بالمجالات المختلفة، بما فيها عالم الفن والموضة. الأيام القادمة ستكشف مدى تأثير هذه الاحتجاجات على المواقف الدولية، وما إذا كانت ستدفع نحو تحركات أكثر فاعلية لإنهاء الأزمة في غزة.