اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
شهدت المملكة الأردنية الهاشمية ساعات من التوتر والقلق الشديد بعدما دوت صافرات الإنذار في عدد من المناطق، تزامناً مع إعلان السلطات الأردنية عن رصد صواريخ ومسيّرات دخلت أجواء البلاد، في تصعيد مفاجئ وغير مسبوق، دفع الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى رفع حالة التأهب القصوى لمواجهة أي تهديد محتمل.
الحدث بدأ عندما رصدت أنظمة الدفاع الجوي الأردنية أهدافاً جوية غريبة اقتربت من المجال الجوي الأردني، الأمر الذي استدعى تدخلاً فورياً من الدفاعات الجوية لاعتراضها قبل أن تشكل خطراً على الأراضي الأردنية أو المواطنين. وقد أكدت مصادر رسمية أن الدفاعات الجوية تمكنت من التصدي لهذه التهديدات بنجاح، حيث جرى إسقاط بعض الأهداف التي كانت تُحلّق فوق مناطق متعددة، دون تسجيل أي إصابات أو أضرار مادية كبيرة، ما يعكس الكفاءة العالية للقوات المسلحة الأردنية في التصدي لأي اختراق خارجي.
وتزامناً مع هذه التطورات، قررت السلطات المختصة تعليق حركة الملاحة الجوية مؤقتاً في مطار الملكة علياء الدولي، وكذلك إغلاق المجال الجوي لبعض الوقت، حفاظاً على أمن وسلامة الطيران المدني، وحرصاً على عدم تعريض المسافرين لأي مخاطر محتملة، خاصة مع عدم وضوح كامل طبيعة الأهداف التي تم اعتراضها.
هذا وقد عمّ الاستنفار صفوف أجهزة الأمن والدفاع المدني في مختلف مناطق المملكة، بالتوازي مع تحركات عسكرية لتأمين المناطق الحدودية، خصوصاً الشرقية منها، وسط ترجيحات بأن هذه الصواريخ أو المسيّرات قد تكون جاءت في إطار التوترات الإقليمية المتصاعدة مؤخراً في المنطقة، مما دفع الأردن إلى اتخاذ إجراءات استباقية حازمة لحماية أراضيه ومواطنيه.
أما على صعيد الشارع الأردني، فقد سادت حالة من الترقب والقلق بين المواطنين، خاصة بعد سماع أصوات الانفجارات وصافرات الإنذار، إلا أن التطمينات الرسمية والبيانات الصادرة عن الجهات الأمنية ساهمت في تهدئة الأوضاع نسبياً، مع تأكيدات بأن الأمور تحت السيطرة، وأنه لا توجد أية تهديدات مباشرة في الوقت الحالي.
الحدث برمته يعكس حجم التوتر الأمني الذي باتت تعيشه المنطقة، ويؤكد أن المملكة الأردنية، برغم سياستها الحيادية، ليست بمنأى عن تداعيات الصراعات الدائرة حولها. ورغم كل ذلك، فإن الأجهزة الأمنية والعسكرية الأردنية أثبتت مرة أخرى جاهزيتها الكاملة وسرعة استجابتها لمثل هذه التهديدات المفاجئة، بما يضمن بقاء الأردن واحةً للأمان والاستقرار في خضم محيط مضطرب.
