خرج آلاف المواطنين في عدد من المدن الإيرانية في مسيرات ضخمة، تعبيرًا عن غضبهم واستنكارهم للهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أراضيهم. هذه التظاهرات جاءت في مشهد يعكس حالة الغليان الشعبي داخل إيران عقب التصعيد العسكري الأخير، الذي شهد قصفًا إسرائيليًا لمناطق داخل البلاد، ما أثار مشاعر الغضب الوطنية وفتح الباب أمام موجة من ردود الفعل المتصاعدة على المستويين الشعبي والسياسي.
المشاركون في هذه المسيرات رددوا هتافات قوية ضد إسرائيل، ورفعوا لافتات تعبّر عن التضامن مع ضحايا الاعتداءات، كما حمّلوا المجتمع الدولي مسؤولية التخاذل في مواجهة هذا العدوان. عبّر المتظاهرون عن دعمهم الكامل لمواقف القيادة الإيرانية في الرد على ما وصفوه بالاستفزازات السافرة، مؤكدين وقوفهم خلف الجيش والحرس الثوري الإيراني في أي خطوة يُتخذ للدفاع عن سيادة البلاد وردع التعديات الخارجية.
شهدت شوارع مدن رئيسية مثل طهران ومشهد وأصفهان توافد جماهير غفيرة من مختلف شرائح المجتمع، ما يعكس وحدة وطنية في مواجهة الخطر الخارجي، ويبعث برسالة واضحة بأن الشعب الإيراني لا يقف متفرجًا أمام الاعتداءات، بل يتحرك بمشاعر وطنية جياشة دفاعًا عن كرامته وسيادته. تزامن هذا الحراك الشعبي مع حالة من الاستنفار السياسي والعسكري في البلاد، وسط دعوات واسعة لاتخاذ خطوات حاسمة لردع التهديدات المتواصلة التي تستهدف أمن واستقرار إيران والمنطقة بأكملها.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تمر به المنطقة، حيث تتصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل على خلفية ملفات إقليمية معقدة، فيما تراقب العواصم العالمية هذه التحركات عن كثب وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهة وتحولها إلى صراع مفتوح يتجاوز الحدود الجغرافية للبلدين.