أخبار عاجلة
الرئيسية / سياسة / رفع الرايات الحمراء في إيران عقب الهجوم الإسرائيلي: دلالات غاضبة ورسائل نارية من قلب الحوزات الدينية

رفع الرايات الحمراء في إيران عقب الهجوم الإسرائيلي: دلالات غاضبة ورسائل نارية من قلب الحوزات الدينية

أثار مشهد رفع الرايات الحمراء فوق قباب بعض المزارات الشيعية في إيران، خاصة في مدينة قم، حالة من التساؤل والجدل، خصوصًا بعد تعرض أراضٍ إيرانية لهجوم إسرائيلي خلال الأيام الأخيرة. هذه الخطوة الرمزية من قبل السلطات الدينية في إيران ليست مجرد فعل طقسي أو ديني، بل تحمل في طياتها رسائل عميقة وموجهة بعناية، سواء للجمهور الإيراني أو للعالم الخارجي، خاصة الدول التي تراقب التوتر المتصاعد في المنطقة بين طهران وتل أبيب.

الراية الحمراء في الثقافة الشيعية ليست مجرد لون، بل هي رمز شديد الوضوح للثأر والانتقام، وغالبًا ما يُرفع فوق الأضرحة الدينية الكبرى مثل ضريح الإمام الحسين في كربلاء أو ضريح فاطمة المعصومة في قم، تعبيرًا عن استمرار المظلومية ووجود دم لم يُثأر له بعد. وبهذا المفهوم، فإن رفع هذه الرايات في هذا التوقيت الحساس، عقب ضربة جوية نسبت إلى إسرائيل، يُفهم على أنه إعلان رمزي بأن “الدم قد سال وأن الرد قادم”، وأن إيران ترى في هذا الهجوم اعتداءً يستدعي ردًا انتقاميًا، وربما تصعيدًا مباشرًا أو غير مباشر.

هذا الفعل لم يأتِ في سياق ديني فقط، بل تم بإخراج إعلامي واضح، حيث تم بث المشاهد عبر قنوات رسمية وشبه رسمية، مما يعزز الفرضية بأن إيران أرادت إيصال رسالة سياسية واستراتيجية تتجاوز حدودها الداخلية، موجهة بالأساس إلى إسرائيل وحلفائها الإقليميين والدوليين. فرفع الرايات الحمراء بهذه الطريقة هو نوع من “إعلان النية” والتهيئة النفسية والسياسية للشارع الإيراني لاحتمال الدخول في مواجهة عسكرية أو على الأقل تنفيذ رد قاسٍ يُرضي الرأي العام الغاضب بعد الهجوم.

الحدث أيضًا يعيد إلى الأذهان أساليب التصعيد الرمزي التي تلجأ إليها إيران في كل مرة تتعرض فيها لهجوم مباشر، حيث تسبق الردود العملية بخطوات تمهيدية ذات طابع ديني وشعبي وإعلامي، تبدأ من الشعارات والتصريحات الغاضبة، وتصل إلى مراحل كرفع هذه الرايات التي تُعد واحدة من أقوى رموز التصعيد الشيعي في أدبيات “الثأر المقدس”.

في السياق ذاته، يمكن اعتبار هذا المشهد محاولة لإعادة توحيد الجبهة الداخلية، خاصة في ظل أزمات اقتصادية وسياسية متراكمة، إذ أن مثل هذه الرموز تثير مشاعر قومية ودينية قوية وتُستخدم عادة في تأجيج الحماسة الشعبية ورفع منسوب التأييد للقيادة الدينية والعسكرية في قراراتها المقبلة.

بالتالي، فإن رفع الرايات الحمراء في إيران عقب الهجوم الإسرائيلي ليس مجرد طقس أو تقليد ديني عابر، بل هو رسالة ذات أبعاد سياسية ودينية وعسكرية، تشير إلى أن طهران لا تنوي الصمت على ما جرى، وأنها بدأت فعليًا في التعبئة الرمزية للرد، ولو كان ذلك في المدى البعيد أو عبر حلفائها في المنطقة، وهي خطوة تزيد من سخونة المشهد الإقليمي في وقت بالغ الحساسية.

عن admin

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية عقب مواجهات مسائية.. اعتقال عدد من الفلسطينيين بينهم شاب جُرح بعد إطلاق النار عليه

في أعقاب حملة مداهمات واعتقالات نفذها الجيش الإسرائيلي مساء أمس في عدة مناطق بالضفة الغربية …