استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، في زيارة رسمية إلى القاهرة، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات مغلقة تلتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، ناقشا خلالها سبل تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والسودان في مختلف المجالات الحيوية، بالإضافة إلى المساهمة المصرية الفعالة في جهود إعادة الإعمار وإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الحرب في السودان.
تناولت المباحثات التطورات الميدانية الأخيرة في السودان، حيث استعرض الجانبان التقدم الذي أحرزته القوات المسلحة السودانية في استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، مؤكدين على ضرورة تكثيف الجهود لتوفير الدعم والمساعدات الإنسانية للسودانيين الذين يعيشون في مناطق النزاع، وذلك في إطار حرص البلدين على تخفيف معاناة المدنيين وتعزيز الاستقرار في السودان.
كما تم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأوضاع في حوض نهر النيل والقرن الإفريقي، حيث تطابقت وجهات نظر مصر والسودان حول أهمية التنسيق المشترك لحفظ الأمن المائي للدولتين، ورفض أي إجراءات أحادية من شأنها التأثير سلبًا على حقوق السودان ومصر في مياه النيل، خاصة في ظل التوترات المتعلقة بسد النهضة وإجراءات إثيوبيا في حوض النيل الأزرق.
وأكد الجانبان على مواصلة التنسيق والعمل المشترك بين البلدين للحفاظ على الأمن المائي، مع التشديد على ضرورة احترام القانون الدولي وتحقيق المنفعة المشتركة لجميع دول حوض النيل، بما يضمن استقرار المنطقة وأمن شعبي البلدين. كما تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الربط الكهربائي والسكك الحديدية والتبادل التجاري والثقافي والعلمي، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتعدين، بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة بين مصر والسودان.
في ختام اللقاء، شدد الرئيس السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني على أهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه البلدين، مؤكدين على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر والسودان، ورغبتهما في تعزيز التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز من مكانة البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي.