أعلنت جامعة إيران للعلوم والتكنولوجيا عن مقتل العالم النووي البارز الدكتور سليمان سليماني خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع حيوية في إيران، في تطور خطير يعكس تصاعد المواجهة بين طهران وتل أبيب على خلفية الملف النووي الإيراني. ويعد سليماني من الكفاءات العلمية المرموقة في مجال الأبحاث النووية والهندسة، وكان يشغل مناصب أكاديمية وعلمية هامة في الجامعة، كما شارك في مشاريع استراتيجية تتعلق بتطوير القدرات النووية الإيرانية.
وجاء الإعلان عن مقتل سليماني في ظل أجواء من الحزن والغضب داخل الأوساط العلمية والأكاديمية في إيران، حيث اعتبر زملاؤه وطلابه أن استهداف العلماء الإيرانيين يمثل محاولة مكشوفة لعرقلة التقدم العلمي والتكنولوجي للبلاد، وإضعاف برنامجها النووي السلمي الذي تؤكد طهران أنه يخضع لإشراف دولي ويهدف إلى الأغراض المدنية فقط. وقد توافد عدد كبير من زملاء الفقيد وطلابه إلى الجامعة لتقديم واجب العزاء، في مشهد يعكس حجم الخسارة التي لحقت بالمجتمع العلمي الإيراني نتيجة هذه الهجمات.
وفي الوقت نفسه، أعلنت إسرائيل أنها تمكنت من اغتيال 11 عالماً نووياً إيرانياً خلال الهجمات الأخيرة على العاصمة طهران، معتبرة ذلك ضربة موجعة للبنية التحتية النووية الإيرانية وقدرتها على تطوير برامجها في المستقبل. وتأتي هذه التصريحات الإسرائيلية في إطار سياسة معلنة تهدف إلى منع إيران من امتلاك أي قدرات نووية قد تشكل تهديداً للأمن الإقليمي، حيث تواصل إسرائيل منذ سنوات استهداف العلماء والمنشآت النووية الإيرانية بعمليات نوعية أثارت الكثير من الجدل وردود الفعل الدولية.
وقد أثارت هذه التطورات موجة من التوتر في المنطقة، حيث توعدت إيران بالرد على هذه العمليات، مؤكدة أن استهداف علمائها لن يوقف مسيرة التقدم العلمي ولن يثنيها عن مواصلة برامجها الاستراتيجية. كما حملت طهران المجتمع الدولي مسؤولية حماية العلماء والمنشآت المدنية من الاعتداءات، مطالبة بتدخل عاجل لوقف التصعيد وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة. وبينما تتواصل ردود الفعل الغاضبة في إيران، يترقب العالم ما إذا كانت هذه الأحداث ستؤدي إلى مزيد من التصعيد أو ستفتح الباب أمام جولة جديدة من المواجهة بين إيران وإسرائيل في ظل الصراع المستمر حول البرنامج النووي الإيراني.