شهد جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً جديداً تمثل في قصف إسرائيلي استهدف مناطق عدة، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين، في ظل تصاعد التوترات الأمنية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. فقد نفذت طائرات مسيرة إسرائيلية غارات على بلدتي حولا وكوثرية السياد، مستهدفة سيارات وأهداف ميدانية، ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفقاً للمصادر الرسمية اللبنانية. كما شهدت المنطقة تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الإسرائيلي، ما زاد من حالة التوتر والخوف بين السكان المحليين.
وأفادت التقارير بأن من بين القتلى عنصر في حزب الله يدعى حسين نصر، الذي شغل منصب نائب قائد الوحدة 4400، وهي وحدة متخصصة داخل الحزب، حيث كان مسؤولاً عن تهريب وسائل قتالية وأموال لتعزيز القدرات العسكرية للحزب. وأكد الجيش الإسرائيلي أن هذا الاستهداف جاء في إطار عمليات مستمرة تستهدف بنية حزب الله العسكرية، مشيراً إلى أن نصر كان مرتبطاً بشبكات تهريب أسلحة وأموال عبر مطار بيروت والحدود السورية اللبنانية.
في الوقت نفسه، أعلن الجيش اللبناني عن إحباطه عملية جديدة كانت تستهدف إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث داهمت قوات الجيش شقة في منطقة صيدا- الزهراني، وضبطت فيها عدداً من الصواريخ ومنصات الإطلاق، وأوقفت عدداً من الأشخاص المتورطين في هذه العملية. ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تهدف إلى منع أي تصعيد عسكري قد يجر لبنان إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل.
على الصعيد السياسي، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون على ضرورة عدم تناول موضوع حصر السلاح بيد الدولة في الإعلام، معتبراً أن أي نقاش خلافي حول هذا الملف يجب أن يُحفظ بعيداً عن الإعلام حفاظاً على الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي. وشدد على أن الدولة وحدها هي صاحبة القرار في مسألة السلاح والحرب والسلم، وأنها تسعى إلى بسط سيادتها الكاملة على كافة الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار حالة التوتر والاشتباكات المتقطعة بين حزب الله وإسرائيل، رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية دولية منذ نوفمبر من العام الماضي. وتؤكد هذه الأحداث أن الأوضاع على الحدود الجنوبية لا تزال هشة، وأن أي تصعيد قد يؤدي إلى تفجر أوسع في المنطقة.
من جهة أخرى، شهدت مناطق الجنوب انفجاراً لم تعرف تفاصيله بالكامل على طريق عام بريقع – القصيبة، أدى إلى اشتعال آلية تابعة للجيش اللبناني محملة بذخائر من مخلفات العدوان الإسرائيلي السابق، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بين صفوف الجيش، في حادثة تزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
في المجمل، تعكس هذه الأحداث حجم التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه لبنان في ظل استمرار التوترات مع إسرائيل، والحاجة الملحة إلى ضبط الأوضاع والحفاظ على الاستقرار الوطني. كما تؤكد على أهمية الحوار الوطني الداخلي حول قضايا السلاح والسيادة بعيداً عن التجاذبات الإعلامية، حفاظاً على وحدة البلاد وسلامة شعبها.