أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ كمين مركب استهدف قوة إسرائيلية متوغلة شرق حي التفاح في بيت حانون شمال قطاع غزة، في عملية عسكرية دقيقة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف الجيش الإسرائيلي. جاء هذا الهجوم في إطار استمرار المواجهات المتصاعدة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، حيث تمكن مقاتلو القسام من استغلال الظروف الميدانية والتكتيكية لتنفيذ هذا الكمين الذي جاء على مرحلتين.
بدأت العملية باستهداف آلية إسرائيلية مدرعة بقذيفة مضادة للدروع، ما أدى إلى إصابة عدة جنود وإلحاق أضرار كبيرة بالمركبة، وهو ما دفع قوات إضافية من الجيش الإسرائيلي للتوجه إلى موقع الحادث لمحاولة إجلاء المصابين وتأمين المنطقة. لكن فور وصول قوة الإسناد، تعرضت هذه الوحدة لهجوم آخر بواسطة عبوة ناسفة مضادة للأفراد، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين عناصرها، وأدى إلى إرباك القوات الإسرائيلية وتعطيل عملياتها في المنطقة.
وأوضحت كتائب القسام أن العملية استهدفت أيضًا دبابة من طراز “ميركافا 4” وجرافة عسكرية من نوع “دي9” بقذيفتي “الياسين 105″، مما تسبب في اشتعال النيران فيهما في منطقة جبل الصوراني شرقي حي التفاح، ما شكل ضربة موجعة لقوات الاحتلال على الأرض. وأكدت القسام أن هذه العمليات تعكس تطور القدرات القتالية للمقاومة وقدرتها على تنفيذ عمليات معقدة ضد قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة.
من جانبها، أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط رفيع المستوى وإصابة عدة جنود بجروح خطيرة خلال هذه المواجهات، في تأكيد رسمي على حجم الخسائر التي تكبدها في هذه العملية. وأعلنت وسائل إعلام عبرية أن القتيل هو قائد فرقة كشافة في لواء ناحال، وهو أول قتيل للجيش الإسرائيلي منذ استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، ما يعكس خطورة الوضع الميداني وتعقيد المواجهات المستمرة.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الهجمات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في شمال قطاع غزة، والتي تهدف إلى ردع الاحتلال ووقف اعتداءاته على المدنيين والبنية التحتية في القطاع. وتعكس هذه العمليات تصاعدًا في مستوى المواجهة وتطورًا في أساليب القتال التي تعتمدها المقاومة، والتي باتت تستخدم الكمائن المركبة والتكتيكات المعقدة لإلحاق أكبر خسائر ممكنة بالعدو.
ويؤكد هذا الكمين المركب قدرة المقاومة على استغلال نقاط الضعف في تحركات الاحتلال، وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال بشكل جزئي، حيث يتم زرع العبوات الناسفة وتنفيذ هجمات مفاجئة تستهدف القوات الإسرائيلية بشكل مباشر. كما يعكس التحدي الكبير الذي تواجهه قوات الاحتلال في تأمين مناطق العمليات وسط تضييق المقاومة على تحركاتها.
في النهاية، تشكل هذه العملية رسالة واضحة بأن المقاومة الفلسطينية مستمرة في الدفاع عن أرضها وشعبها، وأنها قادرة على تنفيذ عمليات نوعية تعيد التوازن الميداني وتفرض احترام قواعد الاشتباك. كما تعكس هذه المواجهات المستمرة حجم التوتر المتصاعد في قطاع غزة، وتؤكد أن الصراع لا يزال في حالة اشتعال، مع استمرار تبادل الهجمات والخسائر بين الطرفين.