أخبار عاجلة
الرئيسية / سياسة / مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث.. نزوح قسري لأكثر من 18 مليون سوداني وتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل استمرار الصراع

مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث.. نزوح قسري لأكثر من 18 مليون سوداني وتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل استمرار الصراع

مع مرور عامين على اندلاع الحرب في السودان، تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم بشكل غير مسبوق، حيث تشير تقارير ودراسات دولية إلى أن أكثر من 18 مليون سوداني قد تم تهجيرهم قسرًا من منازلهم، ما بين نازحين داخليًا في الولايات الآمنة أو لاجئين في دول الجوار. هذا النزوح الهائل يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني جراء الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذي بدأ في أبريل 2023 وما زال يفرض أعباءً ثقيلة على المدنيين والبنية التحتية للبلاد.

تشير الإحصائيات إلى أن عدد النازحين داخليًا تجاوز 12 مليون شخص، بينما يعاني نحو 3.8 مليون لاجئ من ظروف قاسية في دول الجوار مثل مصر، إثيوبيا، وتشاد، مع توقعات بزيادة هذا العدد خلال العام الحالي. وتعد هذه الأزمة من أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث يعاني نصف سكان السودان تقريبًا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويواجه ملايين الأطفال خطر سوء التغذية والحرمان من التعليم، في ظل توقف أكثر من 70% من المرافق الصحية في مناطق النزاع.

تسببت الحرب في دمار واسع للبنية التحتية الصحية، حيث تجاوزت الخسائر في القطاع الصحي 11 مليون دولار، مع تدمير ممنهج للمستشفيات في العاصمة الخرطوم، مما أدى إلى تأخير إعادة تشغيلها وتقديم الخدمات الطبية الضرورية. كما يعاني النظام الصحي من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، رغم الجهود المبذولة من قبل الدولة والقطاع الخاص لتحسين الإمدادات.

تواجه النساء والفتيات تحديات مضاعفة، حيث يوجد بين النازحين أكثر من 2.7 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب، منهن 300 ألف امرأة حامل يواجهن مخاطر الولادة في ظروف غير إنسانية، بالإضافة إلى انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يهدد سلامتهن وحياتهن. كما يعاني الأطفال من تهديدات مستمرة بسبب القتال ونقص الخدمات الأساسية، حيث يعيش ملايين الأطفال في مناطق محاصرة تعاني من المجاعة وانعدام الأمن.

في ظل هذه الظروف، أطلقت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية نداءات عاجلة لتوفير المساعدات الإنسانية والتمويل اللازم لتجنب كارثة إنسانية أكبر، مع التركيز على ضمان وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة دون عوائق. وأكدت تقارير أن عشرات الآلاف من الأشخاص قد يفقدون حياتهم خلال العام الثالث من الحرب إذا لم تتوفر الموارد الكافية والدعم الدولي.

على الصعيد الدولي، أعلنت بريطانيا عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة 158 مليون دولار لدعم الشعب السوداني، في محاولة لتخفيف معاناة المدنيين وتعزيز الاستجابة الإنسانية. كما تستمر الدعوات الدولية للضغط على أطراف النزاع لوقف إطلاق النار وفتح قنوات الحوار السياسي، بهدف التوصل إلى حل سلمي ينهي معاناة الملايين.

في الوقت نفسه، تتوقع الأمم المتحدة عودة أكثر من مليوني نازح إلى العاصمة الخرطوم خلال الأشهر المقبلة، في حال تحسن الأوضاع الأمنية، لكن هذه العودة تبقى محفوفة بالمخاطر في ظل استمرار الصراع وعدم الاستقرار. ويظل مستقبل السودان معلقًا بين استمرار الحرب التي تهدد حياة الملايين، ومساعي السلام التي تواجه تحديات كبيرة.

في الختام، تعكس هذه الأرقام والتقارير حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السودان، حيث بات النزوح القسري واللجوء واقعًا يوميًا لملايين السودانيين، مع تدهور متسارع في الخدمات الأساسية والحياة اليومية. وتبقى الحاجة ماسة إلى جهود دولية وإقليمية متضافرة لإنهاء الصراع، وتوفير الدعم اللازم لإعادة بناء البلاد وضمان حياة كريمة لشعبها الذي يعاني من تبعات حرب مستمرة بلا نهاية واضحة.

عن admin

شاهد أيضاً

بين أوراق الأسرى وانقسام الرواية الإسرائيلية: كيف حوّلت المقاومة الأسرى إلى ورقة ضغط غيرت المعادلة؟

في تحليلٍ موسعٍ للكاتب محمود سلطان على منصة الجزيرة نت، يُبرز الدور الاستراتيجي لأسرى المقاومة …