أخبار عاجلة
الرئيسية / سياسة / احتجاجات واسعة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي ومطالبات بوقف الحرب وإعادة الأسرى.. هل تؤثر هذه التحركات على سياسات نتنياهو في حرب غزة؟

احتجاجات واسعة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي ومطالبات بوقف الحرب وإعادة الأسرى.. هل تؤثر هذه التحركات على سياسات نتنياهو في حرب غزة؟

تشهد إسرائيل موجة احتجاجات غير مسبوقة داخل صفوف جيش الاحتلال، حيث عبّر عدد كبير من الجنود والعسكريين عن رفضهم لاستمرار الحرب على قطاع غزة، مطالبين بوقف العمليات العسكرية فورًا وإعادة الأسرى المحتجزين. هذه الاحتجاجات التي توسعت لتشمل وحدات مختلفة من الجيش، بما في ذلك لواء المظليين، هيئة الأركان العامة، الكوماندوز البحري، ووحدة الاستخبارات 8200، تعكس حالة من الاستياء المتزايد بين صفوف العسكريين الذين يشعرون بأن استمرار الحرب يفاقم الأوضاع ويعرض حياتهم للخطر دون تحقيق نتائج واضحة.

وقد وقع مئات الجنود على عرائض احتجاجية تطالب بإنهاء الحرب، كما انضم إلى هذه التحركات نحو ألفي أكاديمي إسرائيلي من مؤسسات التعليم العالي، مطالبين بوقف إطلاق النار وفتح قنوات للحوار السياسي. ويرى هؤلاء المحتجون أن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر، وأن الضغط العسكري قد يعرض الأسرى للخطر، مما يستدعي البحث عن حلول سياسية عاجلة.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، رفض بشدة محاولات الزج بالجيش في الاحتجاجات السياسية، مؤكداً أن الجيش مؤسسة عسكرية مستقلة لا يجب أن تُستخدم كأداة في الصراعات السياسية الداخلية. ومع ذلك، فإن اتساع رقعة الاحتجاجات داخل الجيش يثير مخاوف كبيرة لدى القيادة الإسرائيلية من تأثيرها على سير العمليات العسكرية واستقرار الأوضاع الأمنية.

يرى محللون سياسيون أن هذه الاحتجاجات قد تشكل نقطة تحول في مسار الحرب، حيث تضغط على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لإعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية والسياسية تجاه قطاع غزة. ويشيرون إلى أن استمرار الاحتجاجات قد يؤدي إلى تغييرات في السياسات أو حتى تحولات في القيادة، خاصة إذا استمر الاستياء في التزايد داخل المؤسسة العسكرية.

في الوقت نفسه، تتصاعد الدعوات داخل إسرائيل من قبل الأكاديميين والدبلوماسيين والجنود لإنهاء الحرب، معتبرين أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام وحماية المدنيين من المزيد من المعاناة. وتأتي هذه التحركات في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من حصار خانق ونقص حاد في المواد الأساسية، مما يزيد من الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية.

تتزامن هذه الاحتجاجات مع موجة غضب شعبية واسعة داخل قطاع غزة ضد حركة حماس، حيث خرج آلاف الفلسطينيين في مظاهرات تطالب بوقف الحرب وإنهاء حكم الحركة، مما يعكس حالة من الانقسام والاحتقان داخل المجتمع الفلسطيني نفسه. هذه التطورات تعكس تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، وتزيد من صعوبة التوصل إلى حل سريع للأزمة.

في الختام، تبقى الاحتجاجات داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤشرًا هامًا على التوترات الداخلية التي قد تؤثر بشكل مباشر على مسار الحرب في غزة، وتضع الحكومة الإسرائيلية أمام تحديات كبيرة في إدارة الأزمة. يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة هذه التحركات على إحداث تغيير فعلي في السياسات، وما إذا كانت ستفتح الباب أمام حلول سياسية تضع حدًا للصراع المستمر وتخفف من معاناة المدنيين في المنطقة.

عن admin

شاهد أيضاً

بين أوراق الأسرى وانقسام الرواية الإسرائيلية: كيف حوّلت المقاومة الأسرى إلى ورقة ضغط غيرت المعادلة؟

في تحليلٍ موسعٍ للكاتب محمود سلطان على منصة الجزيرة نت، يُبرز الدور الاستراتيجي لأسرى المقاومة …