حذر الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير البارز في العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية، من أن إسرائيل بدأت تتخذ خطوات ملموسة للتنصل من التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، في تطور خطير يهدد بإشعال مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة.
جاء ذلك خلال مداخلة خاصة على شاشة “القاهرة الإخبارية”، حيث أشار الخبير الدولي إلى أن “الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للاتفاق خلال الأيام الماضية، بما في ذلك الغارات الجوية على مواقع في جنوب لبنان، لم تكن أعمالاً عشوائية بل جزءاً من استراتيجية ممنهجة”.
وأوضح الدكتور أحمد أن “إسرائيل تسعى لفرض معادلة أمنية جديدة تسمح لها باستهداف ما تسميه ‘تهديدات حزب الله’ دون أي ردع دولي”، مشيراً إلى أن “هذا النهج يمثل انتهاكاً صارخاً للقرار الدولي 1701 الذي أنهى حرب 2006”.
من جهة أخرى، لفت الخبير الدولي إلى أن “التصعيد الإسرائيلي يأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد المنطقة مفاوضات غير مباشرة حول ترسيم الحدود البحرية، وتنامي النفوذ الإيراني في سوريا، وصراعاً على السلطة داخل إسرائيل نفسها”.
وأضاف: “المشهد الحالي يشبه إلى حد كبير الظروف التي سبقت حرب 2006، مع فارق رئيسي يتمثل في الترسانة الصاروخية الهائلة التي يمتلكها حزب الله حالياً، والتي قد تجعل أي مواجهة مقبلة أكثر تدميراً بكثير”.
وفي تحليل عميق للأبعاد الجيوسياسية، أشار الدكتور أحمد إلى أن “إسرائيل قد تكون تحاول استغلال الانشغال الدولي بأزمتي أوكرانيا وتايوان لفرض وقائع جديدة على الأرض”، محذراً من أن “اللاعبين الإقليميين قد يجدون أنفسهم مرغمين على الدخول في حلبة صراع لا يريدونه”.
يذكر أن هذه التحذيرات تأتي بالتزامن مع تصاعد حدة الخطاب بين القيادات الإسرائيلية واللبنانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن “استنفار غير مسبوق” على الحدود الشمالية، بينما هدد الأمين العام لحزب الله بأن “لبنان لن يبقى مكتوف الأيدي أمام أي عدوان”.
وتتابع الأوساط الدبلوماسية العربية والدولية الملف بقلق بالغ، مع تزايد المؤشرات على أن المنطقة قد تكون على شفا مواجهة عسكرية واسعة النطاق، في وقت تشهد فيه العديد من العواصم أزمات اقتصادية وسياسية تجعلها أقل استعداداً لتداعيات صراع جديد.