أوضح الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون نحو إسرائيل، رغم عدم إحداثها فارقًا عسكريًا كبيرًا، تكشف عن تفوقهم التقني وتؤكد فشل الغارات الأمريكية في تدمير قدراتهم. وأشار الدويري إلى أن تصريحات الجيش الإسرائيلي حول اعتراض الصاروخ الأخير قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية تتناقض مع تقارير سقوط شظايا في مناطق غرب القدس وجنوب تل أبيب، مما يشير إلى تجاوز الصاروخ للدفاعات الجوية الإسرائيلية والتعامل معه لاحقًا.
وأضاف الدويري أن إطلاق صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب فقط دون بقية المناطق يعكس اكتشاف الصاروخ بعد دخوله هذه المناطق، مما يدل على امتلاك الحوثيين لتقنيات صاروخية متقدمة قد تتضمن الصواريخ فوق الصوتية، والتي لا تمتلكها العديد من الدول. ورغم أن هذه الصواريخ لا تُحدث تغييرًا عسكريًا ملموسًا، إلا أنها تضع المجتمع الإسرائيلي في حالة تأهب مستمرة وتربك الحياة اليومية، وتثبت أن الحملة الجوية الأمريكية المكثفة لم تمنع الحوثيين من شن هجماتهم.
وأشار الدويري إلى أن إطلاق الحوثيين لثمانية صواريخ خلال فترة قصيرة يعكس فشل الضربات الأمريكية في وقف هذه الهجمات، وأن فشل الدفاعات الإسرائيلية في رصد الصواريخ قبل دخولها الأجواء يُعتبر نقطة تفوق نوعية للحوثيين. وفيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، أوضح الدويري أن الصواريخ التي أُطلقت مؤخرًا تحمل رسائل سياسية أكثر منها عسكرية، مشيرًا إلى أن قدرة المقاومة على قصف تل أبيب الكبرى تؤكد امتلاكها مخزونًا من الصواريخ يمكنه إرباك الداخل الإسرائيلي.
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن إطلاق صفارات الإنذار في القدس وضواحيها وأكثر من 200 بلدة ومدينة وسط إسرائيل نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن، وأكد اعتراضه بواسطة منظومة “آرو حيتس” قبل دخوله الأجواء. ومع ذلك، سُمع دوي انفجارات في مناطق تل أبيب والقدس والساحل الجنوبي لتل أبيب، مما يشير إلى تحديات تواجهها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التعامل مع هذه الصواريخ المتطورة.