في إطار ما تمر به الهند حالياً من فاجعة تزايد أعداد الإصابات والوفيات الناتجة عن الإصابة بسلالة جديدة من فيروس كورونا، يتسم بأنه لا تظهر أعراضه على عدد كبير من السكان، لذلك يمكن أن يكون ذلك سبباً رئيسياً في نشر العدوى بين أفراد الأسرة الواحدة في المنزل بوتيرة أسرع حسب تصريحات مسؤولي وزارة الصحة الهندية. وناشدت الحكومة الجميع التزام منازلهم ونصحتهم بارتداء الكمامة الطبية داخل المنزل أيضاً.
وقال رئيس فرقة العمل الهندية لمكافحة كورونا الدكتور ك. بول، إن الوقت قد حان لارتداء أقنعة في البيئات المنزلية لكسر سلسلة انتقال العدوى تأتي توصيته في الوقت الذي سجلت الهند رقما قياسياً بلغ 352991 حالة جديدة الاثنين و2812 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وقد بلغ عدد القضايا النشطة في البلاد الآن 658 813 2 حالة.
وأضاف بول «تهدف الأقنعة بشكل رئيسي إلى حماية الآخرين من الفيروس، ولذلك فإن التوصية لا تهدف فقط إلى كسر سلسلة انتقال العدوى، ولكن أيضاً إلى حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر».
سبب التوصية؟
وهناك نتيجتان مستهدفتان من قرار ارتداء الكمامة في المنازل، حيث يمكن حماية كبار السن وأولئك الذين يعانون من أمراض مشتركة بشكل كبير حتى لو كان أحد أفراد الأسرة مصاباً بعدوى من دون أعراض، كما يمكن أن تقلل من التفشي في المنازل كما في الموجة الثانية.
ويذكر أن الحكومة الهندية استشهدت ببيانات من وزارة الصحة والخدمة الإنسانية في ولاية كارولينا الشمالية للقول إن هناك خطراً ضئيلاً لانتقال العدوى عندما تكون هناك مسافة 6 أقدام بين شخصين وعندما يرتدي كلاهما أقنعة.
ووفقاً للبيانات المذكورة، فإن الخطر هو 1.5٪ (منخفض) عندما يرتدي كلا الشخصين أقنعة، و5٪ (متوسط) عندما يكون الشخص المصاب فقط يرتدي قناعاً والأشخاص غير المصابين غير مقنعين، و30٪ (مرتفع) إذا كان الشخص المصاب لا يرتدي قناعاً ولكن الشخص غير المصاب يرتدي قناعاً، و90٪ (أعلى) عندما لا يرتدي الشخص المصاب أو غير المصاب قناعاً.
أهمية الوقاية
وذكرت الحكومة الهندية كذلك دراسات لتؤكد لشعبها على أهمية القرارات بشأن الوقاية من «كورونا»، وكان أهمها دراسة للأسر الصينية في بكين، إذ إن إخفاء في الأماكن المغلقة هو 79٪ فعالة في الحد من انتقال العدوى، ولكن فقط قبل ظهور الأعراض.
ووجدت الدراسة التي أجريت على 335 شخصاً في 124 أسرة أن خطر انتقال العدوى في الأسرة المعيشية كان أعلى بـ 18 مرة مع وجود اتصال يومي وثيق متكرر بالحالة الأولية؛ كان استخدام قناع الوجه من قبل الحالة الأولية والاتصالات العائلية قبل ظهور الأعراض على الحالة الأولية فعالاً بنسبة 79٪ في الحد من انتقال العدوى؛ ومع ذلك، فإن ارتداء قناع بعد بداية المرض للحالة الأولية لم يكن وقائياً بشكل كبير.