[ad_1]
سر نجاح التجربة التايوانية في درء خطر كورونا
في الأيام الأولى لبدء تفشي جائحة كورونا، توقع باحثون في جامعة جون هوبكنز أن تكون تايوان واحدة من أكثر الدول تضررًا من مرض كوفيد-19. تقع تايوان على بعد 130 كلم فقط من الصين، وعمل أكثر من 400000 من مواطنيها، البالغ عددهم 24 مليون نسمة، في الصين العام الماضي، فيما قدم إليها ما لا يقل عن ثلاثة ملايين زائر صيني في عام 2019.
ولكن نجحت تايوان في تحدي التوقعات، بحسب ما نشرته صحيفة Irish Times الإيرلندية، وبحلول منتصف شهر إبريل، لم تزد أعداد مرضى كوفيد-19 في تايوان عن أكثر من 400 حالة، معظمها لقادمين من الخارج، وست حالات وفاة فقط.
وحول سر نجاح الإجراءات الاحترازية التايوانية، يقول الدكتور بيتر تشانغ، وهو أحد أكثر الأطباء خبرة في تايوان حيث تلقى تعليمه في جامعة هارفارد وتبوأ العديد من المناصب العالمية المرموقة على مستوى تايوان والولايات المتحدة وفي منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي، إن موقع تايوان الجغرافي قريب للغاية من الصين، لكن تمكنت الدوائر الرسمية والطبية في تايوان من مراقبة الوضع في الصين بعناية شديدة، عندما بدأت في المعاناة من تفشي مرض كوفيد-19 في أوائل ديسمبر. وساورت تايوان الشكوك القوية في في وقت مبكر وأدركت بالفعل حقيقة وخطورة الوضع في أواخر ديسمبر، على الرغم من أنه لم تظهر حالات في تايوان حتى أواخر يناير.
وأضاف تشانغ أن تايوان اغتنمت فرصة حوالي شهر من المتابعة والمراقبة لما يجري في الصين، وكذا حوالي شهر في اتخاذ الاستعدادات اللازمة إذا حدث وامتد الوباء إلى تايوان. وأوضح أنه في وقت مبكر للغاية قام هو وزملاء له بإجراء نقاش مع وزير الصحة التايواني، تشين شي شونغ، بشأن اتخاذ تدابير احترازية في يناير، بالإضافة خوضه مناقشات مع نائب رئيس الوزراء، تشي ماي تشين، وهو أيضًا طبيب. ودارت المناقشات حول الاستعدادات لدرء الخطر مبكرًا واستمر السلطات في مراقبة الوضع عن كثب. ولأن تلك الفترة تواكب أعياد رأس السنة القمرية الجديدة في 24 يناير، وهي فترة إجازات طويلة ويسافر خلالها الكثيرون من الصين إلى تايوان، فقد كانت السلطات الحكومية والطواقم الطبية تدرك أنه ربما ستكون هناك مشكلة كبيرة، خاصة مع القادمين من ووهان ومقاطعة هوبي.
التواصل الاجتماعي.. وحجر صحي صارم
ويستطرد تشانغ قائلا إنه على الرغم من أنه لم يكن لدينا معلومات جيدة، ولا يوجد لدينا ثقة بالمعلومات الواردة من الصين أيضًا. ولكن مع ما حدث للصين، فإنه يمكن القول إن اليقظة والاستعداد المبكر جعلت تايوان في مقدمة الدول الأقل تضررا من كوفيد-19.
ويشرح تشانغ أن تايوان لا تربطها علاقات طيبة مع الحكومة الصينية، إلا أن عنصر اللغة المشتركة ساعد إلى حد كبير في الحصول على معلومات عن طريق مطالعة ما يردده عموم الشعب الصيني عبر وسائط التواصل الاجتماعي، بما يتجاوز طبيعة البيانات الرسمية وما تتداوله وسائل الإعلام الصينية.
ويضيف تشانغ أن خبيرين من مركز تايوان للسيطرة على الأمراض قاما أيضا بزيارة ووهان في أوائل يناير وقدما تقريرًا تضمن إنذارًا واضحًا بخطر داهم وشيك. ومع اقتراب العام القمري الجديد، كنا على دراية مسبقة بأن الموجة قادمة وتم بالفعل تطبيق ترتيبات وأوامر مشددة بتنفيذ العزل الصحي الذاتي، بمجرد أن يكون هناك أي شكوك بوجود احتمالات لتسلل الفيروس.
وفي البداية تم التطبيق بمنتهى الحزم والحسم للعزل الذاتي عل القادمين من ووهان، وفي وقت لاحق امتد ليشمل كل الوافدين من هوبي، ثم توالى التوسع في تطبيق إجراءات العزل الذاتي والحجر الصحي بمنتهى الدقة لاحقًا على كل القادمين من باقي المقاطعات مثل قوانغدونغ، بالتزامن مع إعلان السلطات الصينية عن ظهور حالات فيها.
عقوبات رادعة للمخالفين
وتم فرض عقوبات شديدة للغاية ضد أي مخالفات لقرار العزل الذاتي أو الحجر الصحي على مدى 14 يومًا. وعلى سبيل المثال، يقول تشانغ إنه عندما كانت هناك مخالفات مثل خروج بعض هؤلاء الأشخاص لتناول العشاء أو أيا كان، كانت الشرطة تبادر على الفور بالتوجه إليهم وتوقيع عقوبات رادعة بغرامات عليهم. وكان هناك التزام بشكل عام بالحجر الصحي الذاتي، وربما لم يزد عدد مرتكبي المخالفات عن 20 إلى 30 على الأكثر.
ويلفت تشانغ إلى أن السلطات الصينية لا تتمتع بصلات ودية مع الرئيس التايواني تساي إنغوين، الذي يتولى السلطة منذ مايو 2016. ولهذا السبب، توقفت الصين عن السماح بإصدار تأشيرات دخول للعديد من الصينيين إلى تايوان تحديدا اعتبارا من يوليو 2019، وكان ذلك قرارًا سياسيًا صينيًا. ويردف قائلًا: لحسن الحظ، لم يكن لدينا الكثير من الصينيين، الذين سافروا وبقوا في تايوان خلال شهري ديسمبر ويناير، وبالتالي كان هناك عدد قليل ممن قدموا من ووهان ومقاطعة هوبي، الذين كان يمكن أن يجلبوا فيروس كورونا إلى تايوان.
ويشير تشانغ إلى أن فارق التوقيتات الزمنية ساعد أيضا على تقليل خطر العدوى في تايوان، أن عودة التايوانيين القادمين من الصين، لم تبدأ إلا في أواخر يناير، كما أن هؤلاء المواطنين التايوانيين لم يعودوا للقيام بالتسوق في عيد الميلاد، لأنهم كانوا يعلمون أنهم سيعودون بعد شهر واحد في يناير في العام القمري الجديد.
ويقول تشانغ إنه بسبب العواقب الوخيمة التي سبق أن حدثت في تايوان إبان انتشار عدوى فيروس سارس عام 2003، فقد تم إنشاء مركز القيادة الصحية الوطنية التايوانية ليكون جاهزا للتعامل مع أي مواقف مستقبلية أخرى مثل سارس.
ويضيف تشانغ أن منظومة الصحة الحكومية التايوانية قوية للغاية، حيث تتوافر مستشفيات جيدة وموزعة جيدًا ومدعومة جيدًا بالموارد البشرية وحاصلة على شهادات اعتماد مرموقة، جنبًا إلى جنب وعنصر الخبرة السابقة لفيروس سارس، والذي شهد سحب تراخيص بعض المستشفيات، ولكن حاليًا تم تحسين العديد من تدابير الرعاية الصحية ويجري مراجعتها بانتظام من قبل وزارة الصحة التايوانية.
ويتطرق تشانغ إلى أحد الأسباب التي ساعدت تايوان على مجابهة خطر تفشي الجائحة بين مواطنيها، قائلا إن تكنولوجيا المعلومات لعبت دورًا مميزًا للغاية من خلال عدة محاور، منها أنه عندما كان هناك اشتباه في إصابة الكثير من الأشخاص في ووهان بعدوى فيروس كورونا في أوائل يناير، تم على الفور ربط قاعدة بيانات القادمين من ووهان أو هوبي المتوافرة في نظم معلومات الأمن بالمطارات بقاعدة معلومات وزارة الصحة والمستشفيات، بحيث إذا قام أي منهم بزيارة المستشفيات، فسيتمكن الأطباء من معرفة أنه قادم من هوبي أو ووهان منذ أقل من أسبوعين بسهولة، وبالتالي يمكن التعامل مع الحالة بإدراك تام للخلفيات وفهم لأنهم في خطر أعلى.
موضوع يهمك
?
لأول مرة منذ سنوات طويلة تخلو شوارع وحدائق وشواطئ مصر من المارة والزائرين والمصطافين خلال عطلة شم النسيم، وذلك بسبب…
لأول مرة بسبب كورونا.. متنزهات مصر خالية في شم النسيم
مصر
الكمامات الواقية بأسعار زهيدة
وساعد نظام تكنولوجيا المعلومات أيضًا في تسهيل قيام المواطنين بشراء الكمامات الواقية بأسعار زهيدة. تم استخدام بطاقة التأمين الصحي الوطنية لمساعدة المواطنين على شراء الكمامات من الصيدليات، حيث كان يحق لكل مواطن الحصول على حصة معينة أسبوعيًا بموجب تلك البطاقة دون أي مشكلة، أو تجمهر أو أي استغلال لأزمة العرض والطلب.
ثقافة الوقاية من التلوث والفيروسات
إلى ذلك يبقى بالأخير أن ثقافة استخدام الكمامات الواقية تعد ممارسة شائعة للغاية في تايوان، بحسب ما ذكره تشانغ، الذي يشرح أن هناك الكثير من الأشخاص، الذين يستخدمون الدراجات البخارية في تنقلاتهم وهم يرتدون الكمامات الواقية للحماية من تلوث الهواء.
ويختتم تشانغ قائلا إن استخدام الكمامات الواقية على نطاق واسع بين أفراد المجتمع التايواني كان أيضا من العوامل التي ساعدت على درء خطر انتشار العدوى بينهم، ناصحا بأن يتم تعميم تلك الثقافة على نطاق عالمي للوقاية من أخطار متعددة، لا تقتصر على العدوى بفيروس كورونا فقط.
إعلانات
الأكثر قراءة
-
مصر.. إقالة الناطق باسم الأوقاف بعد تصريح مثير للجدل
-
مصر للطيران تستأنف الرحلات الاستثنائية.. وهذه مواعيدها
-
النفط الأميركي ينهار لـ37 دولارا تحت الصفر لأول مرة
-
لهذه الأسباب انهارت أسعار النفط الأميركي لأدنى مستوى
-
بعد استدعاء سفيرها.. الصين تعتذر لفرنسا: كنا نستهدف
-
حقيقة العلاقة بين فيروس كورونا المستجد ولقاح السل؟
-
ابنة النجف تلفظ أنفاسها.. وفيديو للحظات الأخيرة
-
دواء تجريبي يفجر مفاجأة.. تعافي مرضى بأقل من أسبوع
-
بالأسماء والصور.. تفاصيل مثيرة حول حادث مصر الإرهابي
-
إذا كانت بذراعك هذه العلامة فقد تبعدك عن مخالب كورونا
-
الطبيب المشاكس يفاجئ العالم: الوباء سيختفي في الربيع
-
مصر.. إقالة الناطق باسم الأوقاف بعد تصريح مثير للجدل
[ad_2]