ارتفع عدد المحتجين في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت وفي ساحة النور بطرابلس (شمال لبنان) مساء الأحد، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للأنباء، وذلك بعد تنفيد آلاف المحتجين سلسلة بشرية من جنوب البلاد إلى شمالها.

إلى ذلك، دعت مجموعة “لحقي” المشاركة في التظاهرات المتواصلة منذ 17 أكتوبر، في بيان، الشعب اللبناني إلى تنفيد إضراب عام، الاثنين.

وقالت في بيان يحمل الرقم 11:” قدّم الناس في هذه الانتفاضة مشهداً جميلاً من التضامن بمواجهة المنظومة الحاكمة”.

ودعت إلى إضراب عام في كل لبنان غداً، مضيفة ” لنستمر بإصرار وثبات حتى الاستقالة الفورية للحكومة المعادية لمصالح الناس، وتشكيل حكومة مؤقتة ذات مهام محددة، حكومة للناس من خارج مكونات الطبقة الحاكمة وبإشراف القضاة المستقلين تتحدد مهامها بما يلي:
١- إدارة الأزمة الاقتصادية
٢- قانون ضرائب يحقق العدالة الضريبية
٣- انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب

سلسلة بشرية

وفي وقت سابق، نجح عشرات الآلاف من المتظاهرين في لبنان بتشكيل سلسلة بشرية بطول 170 كيلومتراً، الأحد، تمتد من مدينة طرابلس شمالاً حتى مدينة صور جنوباً، وفق ما أكد منظمون. وقالت جولي تيغو بو ناصيف، التي شاركت في التنظيم لوكالة فرانس برس: “يمكنني أن أؤكد أن تشكيل السلسلة البشرية قد تمّ بنجاح”.

وأتت تلك المبادرة في إطار حراك شعبي متواصل منذ 11 يوماً للمطالبة برحيل الطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمها متظاهرون بالفساد.

وصباح الأحد توافد عدد من المحتجين إلى مختلف المناطق في لبنان، من الشمال إلى الجنوب، وسط استمرار قطع عدد من الطرقات الرئيسية.

وأفادت الوكالة الوطنية للأنباء (وكالة رسمية) بتوافد أبناء المتن للمشاركة بالسلسلة البشرية التي نظمها ناشطون في الحراك المدني تحت شعار “إيد بإيد” على امتداد الساحل اللبناني من الشمال إلى الجنوب، تعبيراً عن وحدة الشعب ووحدة مطالبه.

من تظاهرات لبنان الأحد 27 أكتوبر – فرانس برس)

وحددت 5 نقاط تجمع في المتن في الضبيه، وانطلياس، وجل الديب، والجديدة والدورة.

بدوره، أشار مراسل “العربية” إلى أن الحراك في جنوب لبنان امتدّ إلى بنت جبيل حيث ارتفعت أعداد المتظاهرين.

وكانت مجموعة “لحقي” المشاركة في الحراك اللبناني، دعت إلى الاتحاد اليوم بوجه ما سمَّته “سياسات التفرقة التي تتبعها السلطة، من خلال ربط الساحات بأصواتنا ومطالبنا وإصرارنا ووحدتنا”.

وكان المحتجون تدفقوا إلى الشوارع في أنحاء لبنان، مع حلول الظلام يوم السبت، عطلة نهاية الأسبوع، مرددين أغاني وطنية، وهم يرفعون أعلام لبنان ولافتات احتجاجية على الرغم من جهود الجيش طوال اليوم لإعادة فتح الطرق، في وقت لا يبدو أن هناك نهاية في الأفق لأزمة أصابت البلاد بالشلل منذ عشرة أيام وأبقت البنوك مغلقة.

وبعد توتر واطلاق نار من قبل الجيش اللبناني في منطقة البداوي شمال لبنان أمس، أفادت الوكالة الوطنية الأحد أن الهدوء ما زال مخيما على شوارع البداوي، وسط انتشار للجيش للبناني.

من تظاهرات لبنان الأحد 27 أكتوبر – فرانس برس)

وكان الجيش أعلن أنه أطلق أعيرة نارية في الهواء، خلال مناوشات مع محتجين بمدينة طرابلس، مضيفاً أن خمسة من الجنود وعدداً من المدنيين أصيبوا بجروح. كما أعلن أن قياداته وقيادات قوات الأمن اجتمعت “لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد في ضوء استمرار التظاهرات وقطع الطرقات… وتشاور المجتمعون في الإجراءات الآيلة إلى تسهيل حرية تنقل المواطنين على الطرقات الحيوية، وحفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم”.

كما ذكرت المديرية العامة لأمن الدولة، أنها باشرت بتنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمتظاهرين وحرية تنقل المواطنين على الطرقات العامة.

إلى ذلك، تستمر المصارف والمدارس وشركات كثيرة في إغلاق أبوابها بسبب الأحداث. وقالت جمعية مصارف لبنان الأحد إن البنوك ستبقى مغلقة لحين عودة الحياة لطبيعتها وإن الرواتب ستدفع عبر ماكينات الصراف الآلي.

واستمرت الاحتجاجات في الهيمنة على المشهد في لبنان على الرغم من إعلان الحكومة حزمة إصلاحات عاجلة قبل أيام أخفقت في تهدئة الغضب الشعبي. كما لم تصل تلك الإصلاحات أيضاً إلى حد طمأنة المانحين الأجانب لصرف مليارات من المساعدات التي تعهدوا بها وهناك حاجة ماسة لها.

ويسجل لبنان أحد أعلى معدلات الدين الحكومي بالنسبة للناتج الاقتصادي في العالم.

يذكر أن اتساع نطاق الاحتجاجات الجغرافي في أنحاء البلاد يعد غير مسبوق ولا معتاد في بلد اتسمت فيه التحركات السياسية بالانقسام، وفقاً للطوائف والأديان، مما جعل من الصعب من قبل اجتذابها لتأييد على مستوى البلاد.