الرئيسية / الخليج / السفير الأفغاني بالرياض: إذا تم الصلح مع طالبان الاتفاق النهائي بمكة
السفير الأفغاني بالرياض: إذا تم الصلح مع طالبان الاتفاق النهائي بمكة

السفير الأفغاني بالرياض: إذا تم الصلح مع طالبان الاتفاق النهائي بمكة

[ad_1]

السفير الأفغاني بالرياض: إذا تم الصلح مع طالبان الاتفاق النهائي بمكة

المصدر: الرياض – هدى الصالح

شدد سفير أفغانستان لدى السعودية، سيد جلال كريم، على إصرار الحكومة الأفغانية على إجراء مفاوضات مباشرة بينها وبين حركة “طالبان”، مؤكداً أن: “المفاوضات في الدوحة بين طالبان والولايات المتحدة وليس للحكومة الأفغانية أي شأن بها طالما أن الحكومة الأفغانية ليست طرفاً في المفاوضات”.

وتحدث في حوار مع “العربية.نت” بقوله: “أميركا هي من تقرر متى تجتمع بطالبان وكيف وأين، لكن الحكومة الأفغانية واضحة بهذا الشأن، ورغبتها بإجراء مفاوضات مباشرة بينها وبين طالبان”.

موضوع يهمك

?

أثارت استضافة قطر لبطولة العالم لألعاب القوى، والتي تعد بمثابة اختبار عملي لمدى استعدادها لبطولة كأس العالم لكرة القدم…




بلومبيرغ: عثرات ألعاب القوى في قطر تخيم على مونديال 2022

الخليج العربي

وأفاد السفير الأفغاني لدى الرياض برغبة الحكومة الأفغانية بأن يكون للسعودية دور محوري في عملية المصالحة، مشيراً إلى توجيهات الرئيس الأفغاني “أشرف غني” في أن تكون الجولة النهائية من المفاوضات وتوقيع الاتفاق النهائي للمصالحة بين الحكومة وطالبان في مكة المكرمة.

تحالف إيران وطالبان

من جهة أخرى، قلل سيد كريم من أهمية تحالف حركة “طالبان” مع “إيران”، مؤكدا في الوقت ذاته، أن “أفغانستان” لن تكون “ساحة لصراع إقليمي”، فقال: “نحن لا نخاف من جرّ أفغانستان إلى حروب داخلية كبيرة مرة أخرى أو دخول أفغانستان في استقطابات من قبل مصالح لبعض الدول”.

في أطراف هذا الحديث، دار الحوار التالي:


9 جولات من المفاوضات أجرتها الولايات المتحدة مع “طالبان” في العاصمة القطرية الدوحة، إلا أننا نود السؤال عن موقع التفاوض المباشر بين الحكومة الأفغانية وطالبان من بين تلك الجولات والموقف الدولي من ذلك؟

من المفروض أن المجتمع الدولي يدعم المفاوضات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وبين طالبان، والحكومة رحبت في البداية بخصوص الجلسات التي كانت بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأميركية، على أساس أن تكون الخطوة الثانية منها إجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة وحركة طالبان، واليوم عندما نتحدث عن عملية المصالحة فإنه يأتي بعد 18 عاماً من الحرب، فأفغانستان بأشد الحاجة للسلام، والمنطقة كذلك ترغب بوقف الحروب التي كلفت بلداننا الكثير، ويجب على العالم ودول الجوار أن تساعد أفغانستان على وقف إطلاق النار والمصالحة والتفاوض المباشر ما بين الحكومة وطالبان، لأنه ليس هناك حل بديل أو طريق آخر لإحلال الأمن والسلام في أفغانستان إلا بالمصالحة، وننتظر دعم شركائنا الأميركيين والأوروبيين في تهيئة أجواء التفاوض المباشر بين الحكومة وطالبان.

-ذكرت أن المجتمع الدولي يساعد طالبان على تحقيق المصالحة مع الحكومة الأفغانية، لكن إلى أي مدى ترون حجم التأثير الخارجي لطالبان خاصة بعد توثيق العلاقات أكثر مع طهران رغم الصراع السابق بين الطرفين، إلى جانب انفتاح علاقات طالبان مع روسيا؟

الحكومة الأفغانية تطلب من دول الجوار كافة، عدم التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية والمساعدة في إحلال السلام فهو الخيار الاستراتيجي للدولة، أما بخصوص التحالفات السياسية والعسكرية، فنحن لم نرها فقط في أفغانستان، وإنما في مناطق كثيرة حول العالم والتي تتغير باستمرار، نظراً للظروف الزمانية والمكانية، لكن مصالح الدول تختلف في أفغانستان، فكل دولة لها مصالح مختلفة، ولكن نحن في أفغانستان تكون علاقاتنا مبنية على حسن الجوار مع كافة الدول وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، فنحن لا نتدخل في شؤون أحد ولا ندعم أية جماعات أو منظمات ضد طرف معين، ونرغب أن يعم الاستقرار والأمن في بلادنا كي ينهض الشعب الأفغاني، فأربعون عاماً من الحرب كافية بالنسبة للشعب الأفغاني، فلا أعتقد أنه من الممكن أن يكون لبعض الدول نفوذ قوي جداً في تغيير سياسات ولا تتجاوز أن تكون تحالفات مؤقتة.

– بالنسبة لطالبان، خرجت تصريحات من قبل مسؤولين إيرانيين ومن قبل طالبان بفتح ممثليات ومكاتب سياسية في إيران في عدد من المدن كمشهد وطهران، والتي يطلق عليها بمجلس شورى، إلى جانب عقد لقاءات مع وزير الخارجية الإيراني وقاسم سليماني، نحن نتحدث عن علاقة استراتيجية باتت بين الطرفين؟

نتمنى من دول الجوار والدول التي لديها علاقات بحركة طالبان، أن تستخدم هذه العلاقات لمصلحة الأمن والاستقرار والمصالحة في أفغانستان، ونرى أن وفودا من طالبان قاموا بزيارة العديد من دول الإسلامية وغيرها من جارات أفغانستان، ونأمل من هذه الدول احترام سيادة الدولة والتعامل على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، ودعم مساعي إحلال السلام والأمن في أفغانستان ولأن عدم استقرار أفغانستان يؤثر على أمن واستقرار المنطقة.

– حسنا، كيف تقرأون التفجير الأخير الذي تبنته حركة طالبان وتوقيته قبل يوم من انعقاد اجتماع مشترك في كامب ديفيد، فما الغاية من تنفيذ مثل هذه العملية التي حتماً ستفشل إتمام المفاوضات؟

نرى أن التفجيرات والحروب والخطط العسكرية، لن تكون حلاً مناسباً للقضية الأفغانية وعملية المصالحة، والتفاوض المباشر بين الحكومة وحركة طالبان هي السبيل الوحيد في إنهاء الصراع الأفغاني، ومن الممكن للدول التي لديها علاقات جيدة وخطوط تواصل بحركة طالبان والحكومة بأن تستخدم هذه العلاقات في وقف إطلاق النار، وهذا ما ترغب به الحكومة الأفغانية بضرورة وقف إطلاق النار والتفاوض المباشر ما بين الحكومة وطالبان، بالإضافة إلى توجه الحكومة بأنه ليس لدى الشعب الأفغاني طريق آخر غير المفاوضات، كما أن الرئيس أشرف غني هو أول من بادر بفتح باب التفاوض مع طالبان دون شروط، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار.

مقاتلون من طالبان
– كان للرياض وأبوظبي دور في المصالحة في السابق بين الحكومة الأفغانية وطالبان، هل ممكن أن تعودا إلى الواجهة من جديد في إتمام المصالحة خاصة بعد العملية الأخيرة لطالبان والتي تتخذ من الدوحة مقرا رئيسيا لها؟

السعودية هي قلب العالم الإسلامي، وأفغانستان دولة إسلامية، وأفغانستان حكومة وشعباً الأفغاني يقدرون ويحترمون قيادة وشعب السعودية، فدور المملكة كان و لايزال كبيراً في دعم أفغانستان، وآخر محاولة لها كان خلال “المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في جمهورية أفغانستان” في مكة المكرمة، وما أكد عليه المؤتمر في بيانه الختامي بدعم عملية المصالحة، وقبل ذلك كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بشأن إنهاء الحرب في أفغانستان والدعوة لوقف إطلاق النار، كانت لها الأثر الكبير لدى عامة الشعب الأفغاني.

وتابع “السعودية ليست بعيدة عن قضايا أفغانستان، والسعودية توجهها واضح بشأن أفغانستان، وهو دعم الأمن والاستقرار والسلام وتشجيع لمصالحة، والحكومة الأفغانية ترغب بأن يكون للسعودية دور محوري في عملية المصالحة، ونأمل أن تعقد جولات المفاوضات في السعودية أو الإمارات، ومن الممكن للدول الإسلامية الأخرى أن تشارك في عملية المصالحة، إضافة إلى ذلك فإن رغبة الرئيس الأفغاني أشرف غني واضحة وصريحة بأن إذا تمت المصالحة بين الحكومة وطالبان، يكون توقيع الاتفاق النهائي في مكة المكرمة”.

– هل من الممكن أنه وبعد عرقلة عملية المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة، أن يتم تغيير موقع ومكان استضافة هذه المفاوضات؟

المفاوضات في الدوحة بين طالبان والولايات المتحدة، وليس للحكومة الأفغانية أي شأن بها طالما أن الحكومة الأفغانية ليست طرفاً في المفاوضات، أميركا هي من تقرر متى تجتمع بطالبان وكيف وأين، لكن الحكومة الأفغانية واضحة بهذا الشأن ورغبتها بإجراء مفاوضات مباشرة بينها وبين طالبان، وأن تكون هذه المفاوضات في عدد من العواصم الإسلامية كالرياض وأبوظبي، وبحسب رغبة الرئيس أشرف غني تكون الجولة النهائية وتوقيع الاتفاقية النهائية بين الحكومة وطالبان في مكة المكرمة.

– من وجهة نظركم هل هناك في داخل حركة طالبان أجنحة تتباين فيها وجهات النظر بشأن مكان انعقاد المفاوضات فريق مثلا مع قطر وآخر لا يرى بأسا في انعقادها في الرياض؟

قطر فتحت مكتباً سياسياً لطالبان بناء على تفاهمات مع الولايات المتحدة منذ سنوات، وهو الأمر الذي سمح للعديد من عناصر طالبان بالتوجه إلى قطر وعاشوا وأقاموا فيها ويمكن أن هذا الأمر سهّل لهم الحركة والتنقلات وغيرها من الأمور، كما لا أعتقد بوجود أي شخص رفض أن يتم التفاوض في المملكة أو مكة بالتحديد.

– اسمح لي بالسؤال التالي، كيف لطالبان أن توافق على التفاوض مع الروس وأن تجلس مع الصين وتتعاون مع إيران، وهم العدو اللدود في الأمس، وترفض الجلوس والتفاوض مع الحكومة الأفغانية؟

الحكومة الأفغانية ترى أن شركاء أفغانستان كالولايات المتحدة الأميركية ودول الناتو وجيران أفغانستان كروسيا والصين والهند لها دور في المصالحة الأفغانية، وأميركا حصلت على إجماع دولي وخصوصاً من دول الجوار بخصوص عملية المصالحة الأفغانية، وكافة الدول أبدت موافقتها على المصالحة، ونحن نتطلع إلى دعم كافة الدول الصديقة والتي تربطها بأفغانستان علاقات وتعاون أن يساعدوا في عملية المفاوضات بين طالبان والحكومة لأنها الخيار الوحيد.

الرئيس الأفغاني أشرف غني

وتابع “بالإضافة إلى بذل جهودهم بكل ما يستطيعون لوقف إطلاق النار وإنجاح المفاوضات وإعادة بناء أفغانستان، بعد أن دمرتها الحروب منذ أربعة عقود، ومن الممكن أن تلعب باكستان دوراً بنّاءً في مفاوضات السلام ونأمل من جارتنا باكستان أن تستخدم علاقاتها مع حركة طالبان في تسهيل المفاوضات المباشرة بين الحكومة والحركة”.

– من وجهة نظرك، بأي شكل ستعود المفاوضات من جديد بين الولايات المتحدة وطالبان؟

في الكثير من الأزمات الدولية رأينا أن المفاوضات توقفت أو تم تأجيلها لأيام أو أشهر ثم استأنفت من جديد، ولا أعتقد أن المفاوضات وصلت إلى حالة الانسداد الكامل، لأن خيار المصالحة هو خيار استراتيجي للجميع فالحرب مكلفة بشرياً ومالياً، ومن واقع مسؤولية الدولة هذه نطالب المجتمع الدولي والولايات المتحدة والصين وروسيا وكافة دول الجوار والدول الصديقة بدعم الحكومة الأفغانية في سعيها لإحلال السلام عن طريق التفاوض المباشر ببرنامج تقوده الحكومة.

– لماذا لم يتم توفير مثل هذا الأمر؟

لكل فريق تفاوضي استراتيجيته الخاصة في التفاوض، ولكن بعد انتهاء كل جولة من المفاوضات بين أميركا وطالبان يطلع المبعوث الأميركي الدكتور زلمي خليل زاد الرئيس أشرف غني وبعض مسؤولي الحكومة الأفغانية على المستجدات في المحادثات مع طالبان، والحكومة الأفغانية كانت لديها بعض الملاحظات على اتفاق السلام، ونتمنى من شركائنا الأميركيين أخذ ملاحظات الحكومة الأفغانية بعين الاعتبار، وعند الانتهاء من المفاوضات بين أميركا وطالبان يتم الترتيب للتفاوض المباشر بين الحكومة وطالبان.

– قرأت تفاؤلكم في تصريح سابق في العام 2017 بشأن عملية التفاوض مع حركة طالبان، هل مازلتم كذلك اليوم؟

الجميع يعلم أن الحروب الأهلية تأخذ وقتا طويلا جداً للمصالحة ورأب الصدع، وإذا نظرنا إلى ما حدث في الدول الأخرى نجد الأمر ذاته للأسف الشديد، ومع ذلك الرئيس الأفغاني أشرف غني شدد في أكثر من مناسبة على الالتزام بالمصالحة وأنه ليس لدينا خيار آخر غير المصالحة؛ وطالما كان هذا هو الخيار الاستراتيجي للحكومة فسيأتي ان شاء الله وأنا متفائل دوماً.

– ماذا بشأن علاقة حركة طالبان بتنظيم القاعدة والذي جدد “أيمن الظواهري” زعيم القاعدة بيعته لها، إلى جانب فروع التنظيم في سوريا، حيث ما زلنا نرى أن الحلقة تظل غامضة بين الطرفين حتى بعد أحداث الـ11 من سبتمبر، وضمن اشتراطات الولايات المتحدة لإتمام مفاوضات المصالحة فك الارتباط بالقاعدة وعدم إيواء أي من الجماعات الإرهابية؟

بطبيعة الحال، الحكومة والشعب الأفغاني لن يقبلوا أبداً أن يتم استغلال أراضيهم بأي حال من الأحوال ضد أي جهة أو طرف آخر، وبواسطة أي منظمة إرهابية، وبلا شك أنه بدخول طالبان في مفاوضات مباشرة مع الحكومة، ويتم تشكيل حكومة تضم كافة الأطراف الأفغانية بما فيها طالبان تساعد على محاربة الإرهاب، فالتنظيمات الإرهابية ومحاربتها هي الأولوية المطلقة لأي حكومة في أفغانستان، وزيادة على ذلك نحن متأكدون بأنه إذا وصلنا لاتفاق سلام مع طالبان سيكون من الشروط الأساسية محاربة الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية كافة كداعش والقاعدة، ولن نقبل في أفغانستان سواء حكومة أو شعباً بأن تستغل أراضينا من قبل التنظيمات الإرهابية ضد أي دولة أو كيان مهما كانت.

سيد جلال كريم

وأضاف “أفغانستان تعمل بالشراكة مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب إلى أن يتم القضاء على هذه الآفة، والشعب الأفغاني من أكثر الشعوب التي تضررت من تواجد القاعدة وداعش وبعض قادتها على الأراضي الأفغانية، والإرهاب ليس مشكلة أفغانستان وحدها، إنما هي مشكلة عالمية، وأفغانستان بأشد الحاجة إلى دعم ومساندة المجتمع الدولي لمحاربة هذه الآفة، وخصوصاً الدول ذات الإمكانات العسكرية والاقتصادية”.

– خلال حديثنا تطرقت إلى نقطة هامة وهي تأكيدك على أن أفغانستان لن تكون ساحة لصراع إقليمي أو أن تكون “مثل بعض دول المنطقة”، فما مدى مقدرة افغانستان على تجنيب نفسها مثل هذا الصراع؟

أولاً، نتمنى الأمن والاستقرار لكافة الدول الإسلامية وشعوب المنطقة كلها، والقضاء على المنظمات الإرهابية التي تفشّت في البلدان، كما أن أفغانستان كانت من أوائل الدول التي حاربت الجماعات المتطرفة المسلحة، وخلال الـ18 سنة الماضية استطاعت الحكومة الأفغانية بدعم من الحلفاء والدول الصديقة محاربة القاعدة وداعش ومختلف المنظمات الإرهابية داخل أفغانستان، وسطّرت نجاحات بارزة جداً وشاهدة على قدرة الحكومة بمحاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، فمثلاً لدينا نموذج محاربة داعش الذي قاتلناه منذ بداية ظهوره في أفغانستان، ولم ننتظر صعوده واستيلاءه على مساحات شاسعة، وكذلك الحال مع تنظيم القاعدة، فلدينا أجهزة أمنية ذات كفاءة عالية وخبرة طويلة في عمليات مكافحة الإرهاب وجمع المعلومات، ويوجد هناك تفاهم دولي مع حلفائنا ودول الجوار في مكافحة الإرهاب.

وقال أيضاً ” كما أن أفغانستان عضو في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بقيادة السعودية، وهناك تنسيق كبير في هذا الإطار، وعند تحقق السلام في أفغانستان سيساعد ذلك بشكل أساسي في تجفيف منابع الإرهاب والتمويلات المالية للمنظمات الإرهابية، لذلك نحن لا نخاف من جرّ أفغانستان إلى حروب داخلية كبيرة مرة أخرى أو دخول أفغانستان في استقطابات من قبل مصالح لبعض الدول، فالحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني واعين بمجريات الأمور في المنطقة، ونحب أن نعيش بمبدأ حسن الجوار ومع ذلك لنا اتفاقياتنا الاستراتيجية وأولوياتنا ولن نقبل أبداً بالتدخل في شؤون أفغانستان وأن يتحول الشعب الأفغاني أداة لضرب إخواننا في الدول الأخرى”.

– نسمع في أفغانستان عن ظهور داعش، كذلك هناك جماعة تركستان الإسلامية، فما مدى حضورها في أفغانستان؟

هناك تقارير أمنية بأن هذه التنظيمات الإرهابية لها نشاط، ولكن حجم هذا النشاط يختلف من دولة لأخرى، ففي بعض الدول استطاع داعش أن يستولي على مدن بأكملها ومحافظات، فوجود داعش في أفغانستان يواجه مقاومة شديدة جداً على عدة مستويات سواء من الحكومة أو الشعب، وتنظيم داعش لا يملك أرضاً خصبة داخل أفغانستان.

– هل هناك عدد لعناصر تنظيم داعش داخل أفغانستان؟

عناصر داعش يصل عددهم بحدود ألفين إلى ثلاثة آلاف إرهابي داخل أفغانستان، وأؤكد بأن كافة المنظمات المدرجة على قائمة الإرهاب ستحاربها الحكومة الأفغانية.

– هل بينكم وبين الصين تعاون بشان جماعة تركستان الإسلامية والإيغور؟

علاقتنا بالحكومة الصينية علاقة صداقة وممتازة، وهناك تنسيق كامل وتعاون بين البلدين في القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب.

– صدرت تقارير عن مشاركة مقاتلين أفغان في القتال خارج الأراضي الأفغانية، من ذلك كان المشاركة في القتال إلى جانب صفوف جماعة الحوثي في اليمن، وكذلك مشاركتهم القتال في سوريا في صفوف الميليشيات المسلحة الإيرانية وفيلق القدس، فكيف ترى الحكومة الأفغانية هذه المشاركة وكيف تتعامل معهم؟

طبعا سياسة الحكومة الأفغانية واضحة، فنحن لن نرضى أن يشارك أي مواطن أفغاني بقتال خارج الأراضي الأفغانية، ولن نسمح بذلك أبداً مع أنه هناك دول تستغل اللاجئين الأفغان وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية لخدمة أهدافها الخاصة، ونطالب المجتمع الدولي بوقف مثل هذا الاستغلال لأنه ذو تأثير سلبي على مستقبل السلام والاستقرار في أفغانستان والمنطقة، ومتأكد بأنه لم يخرج أفغاني من داخل أفغانستان بعلم الحكومة أو الأجهزة الحكومية وإنما هو استغلال من قبل بعض الجهات.

– دعنا نتحدث عن مشاكل التهريب للسلاح والاتجار بالمخدرات وزراعة الأفيون ما مدى السيطرة الحدودية من قبل الحكومة الأفغانية؟

السيطرة على الحدود مهم جداً ودون أدنى شك بأن المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان وإيران معروفة بزراعة المخدرات والمتاجرة بها، والحكومة تأخذ الاحتياطات الممكنة وتحارب المخدرات بكافة إمكاناتها وندعو الدول الصديقة في الوقت نفسه بمساعدتنا على مكافحة المخدرات، وفي داخل أفغانستان لحقنا من هذه الآفة أضرار كثيرة بشرية واقتصادية وزراعية، ونعتبرها حرباً موجهة تمارس ضد الشعب الأفغاني، ومع ذلك حققنا نجاحات كثيرة وصادرنا كميات كبيرة من الهيروين والحشيش بين فترة وأخرى، والحكومة قدمت برامج زراعية لدعم المناطق التي عرفت بزراعة الأفيون فيها، لوقفها واستبدالها بمحاصيل زراعية أخرى بديلة يستفيد منها المواطنون اقتصادياً.

– إلى أي مدى تتقارب الحكومة الأفغانية مع السياسات السعودية كملف اليمن وسوريا وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية؟

العلاقات السعودية – الأفغانية كانت وما زالت علاقات قوية وراسخة ومبنية على أسس واضحة وتظل كذلك، كما أن السعودية عهد منها عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإذا كانت هناك مساعدات فإنها تقدم بشكل مباشر للشعب والحكومة، وليس بدعم الجماعات والأحزاب، وهذا يسهل التعامل معها لأنه تعامل دولة مع دولة على أسس ومبادئ واضحة، فليس للمملكة أي أجندات خفية داخل أفغانستان وهذا مهم جداً بالنسبة لنا، كما أنه في الوقت الحالي العلاقات الثنائية قوية جداً، كما أن التوجهات الجديدة في السعودية متمثلة برؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد السعودي بتطوير العمق الإسلامي أخذ ترحيباً كبيراً لدى الحكومة الأفغانية.

أما بخصوص مواقف أفغانستان في القضايا الدولية، فهي معلنة، ففي اليمن وقفنا مع الشرعية اليمنية وصرح بذلك الرئيس الأفغاني والبرلمان ومجلس الشيوخ الأفغاني، كذلك أفغانستان عضو في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وفي سوريا توجهاتنا كانت كذلك متطابقة مع توجهات الدول الإسلامية بدعم اتفاق جنيف، هذه التوجهات منسجمة ومتطابقة مع السياسات السعودية، وكانت هناك زيارات للمسؤولين والوزراء في الحكومة الأفغانية إلى السعودية، وكان لهذا دور كبير في تقوية العلاقات وانسجام السياسات والتنسيق بين الدولتين، وأضيف هنا أن سياسة المملكة واضحة وكذلك سياسة الدولة الأفغانية والمصالح الاستراتيجية للبلدين واضحة ولا توجد تضاربات أو خلافات في وجهات النظر بين أفغانستان والسعودية.

– هل هناك دور سعودي لحلحة الأمور بين كل من أفغانستان وباكستان؟

من الممكن أن يكون للمملكة العربية السعودية دور كبير في تقريب وجهات النظر بين أفغانستان وباكستان، فالسعودية تعد شريكا استراتيجيا لأفغانستان وكذلك باكستان، وبالتأكيد ستكون السعودية أقرب الدول للعب دور محوري وواضح وصريح في هذا الإطار، لأنها صديقة للدولتين، وباكستان دولة جارة لأفغانستان ويعيش فيها أكثر من ثلاث ملايين مهاجر أفغاني، ومن الممكن جداً أن تصبح باكستان شريكا تجاريا واستراتيجيا لأفغانستان بربط دول آسيا الوسطى عن طريق أفغانستان وباكستان إلى البحر والهند ودول الخليج وربط شبكات الغاز والكهرباء عن طريق أفغانستان إلى باكستان والهند.

وتابع “وترغب أفغانستان بأن يكون لها علاقات جيدة وقائمة على حسن الجوار مع باكستان، هي بدورها تستفيد اقتصادياً من الأمن والاستقرار في أفغانستان، كما أن لباكستان الإمكانيات التي تساعدها في لعب دور إيجابي في قضية المصالحة الأفغانية، وخلال هذا العام زار فخامة الرئيس أشرف غني جمهورية باكستان، ونتمنى أن نرى نتائج هذه الزيارة من انفتاح في المعاملات التجارية والحدودية وغيرها”.

هل هناك شيء قريب؟

هناك جهود ومحاولات ولكن مثل هذه الأمور بحاجة إلى وقت، ونفضل أن تعلن في وقتها.

إعلانات



[ad_2]

عن admin

شاهد أيضاً

ا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *