الرئيسية / الخليج / لماذا خرج انتحاريو التفجيرات الأخيرة في مصر من الفيوم؟
لماذا خرج انتحاريو التفجيرات الأخيرة في مصر من الفيوم؟

لماذا خرج انتحاريو التفجيرات الأخيرة في مصر من الفيوم؟

[ad_1]

لماذا خرج انتحاريو التفجيرات الأخيرة في مصر من الفيوم؟

المصدر: القاهرة – أشرف عبدالحميد

مفارقة ليست غريبة لكنها كاشفة، وهي أن منفذي تفجيري حادثي الأورام والكنيسة البطرسية اللذين أسفرا عن مقتل العشرات وجرح المئات، ينحدران من محافظة الفيوم جنوب غرب مصر.

لماذا الفيوم تحديدا هي التي خرج منها منفذو الحادثين اللذين هزا مصر؟ وخرج منها كذلك عناصر كثيرة منتمية لحركة حسم، الذراع العسكرية للإخوان، وتنظيم أنصار بيت المقدس، ثم داعش، واختفى في صحرائها بعض الخلايا التي نفذت حوادث إرهابية عديدة في مصر.

من الفيوم وتحديدا من قرية جبلة بمدينة سنورس خرج عبد الرحمن خالد محمود عبد الرحمن عضو حركة حسم التابعة لتنظيم الإخوان، ومنفذ تفجير معهد الأورام، ومن نفس المدينة سنورس ولكن من قرية أخرى وهي قرية منشية عطيفة خرج محمود شفيق محمد مصطفى، الانتحاري الذي فجر نفسه بحزام ناسف داخل الكنيسة البطرسية بالعباسية في ديسمبر من العام 2016 وتسبب في مقتل 24 شخصًا معظمهم من السيدات والأطفال، وكان عضوا بجماعة الإخوان قبل أن ينضم لداعش لاحقا.

لماذا الفيوم؟

بداية تقع محافظة الفيوم على بعد 60 كلم جنوب غرب القاهرة، وهي عبارة عن واحة كبيرة وسط الصحراء الغربية، وتنقسم إلى 6 مدن هي إبشواي وطامية وسنورس ويوسف الصديق والفيوم واطسا، ويقطنها 3،5 مليون نسمة.

كانت الفيوم منذ الأربعينيات معقلا لجماعة الإخوان، فمنها ينحدر عبد الحكيم عابدين صهر مؤسس الإخوان حسن البنا.

ولد عابدين في قرية فيديمين بمركز طامية في العام 1914، وهناك نشأ وتربى، ومنها انطلق لتأسيس فرع لجماعة الإخوان في المحافظة، وسميت وقتها بشعبة الفيوم الإخوانية وكان ذلك في نهاية الثلاثينيات، وبداية من السبعينيات زاد نفوذ جماعة الإخوان في المحافظة التي كانت الأعلى تصويتا لمحمد مرسي ولجماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية والرئاسية عامي 2011 و2012.

مرافق مرسي في السجن

المخطط لحادث تفجير معهد الأورام كان من قيادات الإخوان بالمحافظة هرب لتركيا عقب ثورة 2013 ويدعى أحمد عبد الرحمن، وكان من المقربين للرئيس المعزول محمد مرسي، وضمن المرافقين له أثناء حبسه في سجن وادي النطرون بالبحيرة قبل اندلاع ثورة 25 يناير من العام 2011، ثم هروبه معه من السجن في يوم جمعة الغضب يوم 28 يناير، واقتحام السجون من جانب عناصر حماس وحزب الله.

ينتمي أحمد محمد عبد الرحمن لمدينة سنورس التي خرج منها منفذا تفجيري البطرسية ومعهد الأورام، واختير كنائب مسؤول المكتب الإداري للإخوان في الفيوم، كما عين أمينا لقطاع شمال الصعيد، وحصل على عضوية اللجنة السباعية المركزية لأمانة القطاعات في الجماعة، والتي كان يديرها في ذلك الوقت القيادي محمود عزت القائم بعمل المرشد.

عقب اندلاع ثورة يونيو 2013، هرب عبد الرحمن مع عدد آخر كبير من قيادات الجماعة لتركيا، ويقيم حاليا في مدينة إسطنبول، ويتولى رئاسة مكتب المصريين في الخارج، ويشغل عضوية مكتب إدارة الإخوان في الخارج، ويتولى مسؤولية الإشراف على خلايا حسم، وهي الخلايا التي شاركت إحداها في حادث معهد الأورام.

تشكيل خلايا إخوانية

خلال تولي الإخوان للحكم في البلاد عينوا قيادة إخوانية محافظا للإقليم وهو المهندس جابر عبد السلام عطية إبراهيم وشهرته “جابر عبد السلام” من أبناء قرية معجون مركز إطسا بمحافظة الفيوم، وخلال توليه المحافظة تغلغل الإخوان فيها، وتشكلت خلاياهم المسلحة في كافة مدنها، وكانت سنورس هي الأكثر في الحشد لأي تظاهرة مؤيدة للجماعة والرئيس المعزول.

بخلاف الإخوان وتغلغلهم في المحافظة ومدنها وقراها، كانت الفيوم معقلا لجماعات الجهاد والجماعة الإسلامية ومقرا لمفتي الجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن، كما كانت معقلا لجماعة الشوقيين وكانت تنظيما متطرفا خطيرا أزعج أجهزة الأمن المصرية في التسعينيات.

بيئة حاضنة للإرهاب

ويكشف الباحث في شؤون الحركات الإرهابية عمرو فاروق لـ”العربية.نت” أن محافظة الفيوم تحولت إلى بيئة حاضنة للإرهاب، حيث كانت المقر الرسمي والمعقل الرئيسي لمفتي الإرهاب والأب الروحي لجماعات العنف المسلح الشيخ عمر عبدالرحمن، الذي أقام وتزوج فيها، وعمل خطيبا وإماما لأحد مساجدها عقب تخرجه في كلية أصول الدين في ستينات القرن الماضي.

من الفيوم بدأ اسم عمر عبدالرحمن يتردد خلال أواخر السبعينيات و الثمانينيات، بعد أن كوّن شبكة علاقات قوية وكبيرة، مع قيادات الجماعة الإسلامية بالصعيد، خاصة شباب الجامعات، من بينهم أعضاء جماعة الإخوان، واستغل خطبه في مسجدي التقوى والشهداء بالفيوم في نشر أفكاره التي تأثر بها عدد كبير من شباب المحافظة.

فتاوى عمر عبدالرحمن

أصبحت فتاوى عمر عبدالرحمن المنهج الذي يسير عليه عدد كبير من شباب المحافظة المنضم للتنظيمات المتطرفة، وبدأت أعمال العنف تجد طريقها للفيوم، ومنها اشتباكات جرت بين أنصاره والشرطة بسبب عرض مسرحي، ثم اشتباكات أخرى أمام مسجد الشهداء تم خلاله ضبط 16 من أتباعه وبحوزتهم أسلحة نارية، وفي أبريل من العام 1990 وقعدت أحداث سنورس حيث أحرق أتباع عمر عبد الرحمن عددا من المحلات والصيدليات ومنازل الأقباط.

ويقول فاروق إن من على منابر مساجد الفيوم أفتى عمر عبد الرحمن بتحريم صلاة الجنازة على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتكفير الرئيس الراحل أنور السادات، وهي الفتوى التي أدت لقيام خالد الإسلامبولي ورفاقه من أعضاء الجماعة الإسلامية باغتيال السادات.

موضوع يهمك

?

أكد وزير الإعلام اللبناني، جمال الجراح، وجود اتصالات “لردع” إسرائيل، مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية ستقدم شكوى لمجلس…



http://www.alarabiya.net/

لبنان يتواصل مع “أطراف مؤثرة” لتفادي التصعيد من إسرائيل

العرب والعالم

وعقب رحيل عمر عبد الرحمن من المحافظة متوجها لأميركا في بداية التسعينيات، خرج تنظيم آخر في المحافظة يدعى “الشوقيون” نسبة لشوقي الشيخ، الذي تنقل قبل دخوله السجن لعدد من التنظيمات المتطرفة، منها “النهي عن المنكر”، وانضم إليها وهو طالب في كلية الزراعة بجامعة حلوان في السبعينيات، مروراً بجماعة الجهاد، ثم الجماعة الإسلامية، ثم تنظيم الفرقة الناجية لأميرها مجدي الصفتي، وجماعة “التوقّف والتبيّن”، المشهورة إعلامياً بجماعة “التكفير والهجرة”.

ويقول فاروق إن شوقي الشيخ انطلق بتنظيم الشوقيين من قرية كحك بمركز يوسف الصديق في الفيوم، ونجح في تجنيد عدد كبير من شباب القرية والقرى المجاورة لتنظيمه، ودربهم على حمل السلاح بهدف السيطرة على مدن وقرى الفيوم وتحويلها لإمارة إسلامية.

الشوقيون.. نواة الدواعش

خلال تلك الرحلة تملك شوقي الشيخ شعورا بأنه تمكن من بناء إمارة قوية وأنه بات خليفة المسلمين، ما دفعه إلى إرسال برقية للرئيس الأسبق حسني مبارك تحت عنوان: “من والي كحك إلى والي مصر”، دعاه فيها إلى الإسلام أو القتال أو الجزية، ويقول فاروق إن تلك البرقية كانت بداية النهاية لتنظيم الشوقيين حيث ذهبت 30 مجموعة قتالية بقيادة قائد قوات الأمن المركزي لشمال الصعيد وحاصرت قرية كحك وقتلت شوقي الشيخ و14 من رفاقه وقضت على التنظيم نهائيا.

وأوضح فاروق أن جماعة “شوقى الشيخ” أو “الشوقيون”، كانت النواة الأساسية التي تشكلت منها فيما بعد جماعة “التوحيد والجهاد” داخل سيناء، والتي تحولت فيما بعد إلى جماعة “بيت المقدس”، وأصبحت فرعا لتنظيم داعش، مشيرا إلى أن الفيوم ارتبطت أيضا بقربها من تنظيم جديد هو تنظيم الوعد الذي كان يمثل السلفية الجهادية، وكان يتولى تدريب وتجنيد عناصر إرهابية لتنفيذ عمليات عنف واغتيالات بحق مسؤولين مصريين.

إعلانات

الأكثر قراءة



[ad_2]

عن admin

شاهد أيضاً

ا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *