[ad_1]
كتب – عبد القادر سعيد:
للمرة الثانية فقط يسجل التاريخ وصول السنغال إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية، ليمسي استاد القاهرة يوم الجمعة المُقبل مسرحاً لأحد أهم لحظات أسود التيرانجا، وربما هي لحظتهم الأهم على الإطلاق.
منتخب السنغال أظهر منذ الجولة الأولى قدراته وإمكاناته التي جعلت كل متابعي البطولة يضعونه في التصنيف الأول ضمن المنتخبات المرشحة بقوة لحصد اللقب، ولم تخيب كتيبة المدرب المحلي أليو سيسيه الظنون واستمرت حتى المحطة الأخيرة، إلى النهائي.
ماني ليس النجم الأوحد
ساديو ماني هداف بريميرليج بالتساوي مع محمد صلاح زميله في ليفربول، وبيير إيمريك أوباميانج نجم أرسنال، وهو اللاعب الذي دخل قائمة المرشحين للاعب العام في إنجلترا قبل أن يحسمها الهولندي فان دايك، وهو أيضاً المتوج بدوري أبطال أوروبا قبل أسابيع قليلة، ورغم ذلك لا يعد النجم الأوحد للسنغال.
أليو سيسيه يمتلك في الخط الأمامي إسماعيلا سار لاعب ستاد رين، وكايتا بالدي لاعب موناكو الذي قضى الموسم الماضي مُعاراً إلى إنتر ميلان، بالإضافة إلى لاعب إيه سي ميلان السابق مباي نيانج الذي انتقل إلى ستاد رين الفرنسي.
هذا عن الهجوم فقط، أما وسط الملعب والدفاع، فهناك نجوم أخرون، لعل أبرزهم كاليدو كوليبالي أحد أبرز مدافعي العالم، والمرشح لأن يصبح أغلى مدافع في التاريخ هذا الصيف إذا رحل عن نابولي لأحد أندية قمة أوروبا.
وعلى الرغم من ذلك نجح أليو سيسيه في السيطرة على الفريق داخل وخارج الملعب، رافضاً تسليم زمام الأمور إلى نجم بعينه، أو حلف من نجوم أوروبا في فريقه.
كانتي الجديد
طريقة أليو سيسيه التي خاض بها مواجهاته الأخيرة، وخاصة أمام تونس في نصف النهائي، اعتمدت على إدريسا جاي لاعب الارتكاز الدفاعي، رقم 6 المثالي في عالم كرة القدم.
فرنسا فازت بكأس العالم لأن لديها لاعب مثل نجولو كانتي، والسنغال أيضاً وصلت إلى النهائي ليس لأن لديها مدرب جيد فقط وهجوم قوي، ولكن أيضاً لوجود “كانتي الجديد” في خط الوسط.
إدريسا جاي هو اللاعب الأبرز في خطة أليو سيسيه، فهو الذي تتحول من خلاله طريقة 4-3-3 الدفاعية إلى 4-1-4-1 الهجومية، يركض دائماً نحو الكرة عندما تكون في حوزة المنافس، ويؤمن قلبي الدفاع عندما يمتلك فريقه الكرة.
كانتي السنغال يجعل مهمة صناعة اللعب في الثلث الهجومي لدى المنافسين شبه مستحيلة، لأنه يسبب ارتباك لأي لاعب يقترب من عمق دفاع الأسود، مشكلاً خطاً أفقياً أمام رباعي الدفاع مع بابي ندياي وهنري سايفت.
وفي مواجهة الجزائر سيكون خيار الدخول في العمق للهروب من الرقابة على الجهة اليمنى خياراً غير محبذاً بالنسبة لرياض محرز، ولذلك على بلماضي البحث عن حلول أخرى.
دور كوليبالي الهجومي
لا يمتلك منتخب السنغال صانع ألعاب تقليدي في فريقه، لكن لديه أحد أفضل مدافعي العالم في بناء اللعب، كاليدو كوليبالي يتقدم دائماً إلى وسط الملعب للمساهمة في بناء اللعب، ولديه قدرة على إرسال التمريرات في العمق وعلى الأطراف بدقة كبيرة، ما يجعله قوة هجومية كبيرة بجانب صلابته الدفاعية.
لكن أسود التيرانجا تلقوا ضربة موجهة بغياب كوليبالي عن مباراة الجزائر في نهائي الجمعة بسبب حصول مدافع نابولي على إنذار ثانٍ أمام تونس في نصف النهائي.
تعويض كوليبالي دفاعياً أمر ممكن نظراً لتعافي ساليف ساني مدافع شالكة الذي بات جاهزاً للمشاركة بعد إصابته في لقاء الافتتاح، لكن تعويض إسهامات كاليدو الهجومية يظل محل شك، وهو ما قد يعطل خروج الأسود بالكرة من ملعبهم.
جبهة ماني
على عكس ما يفعله جمال بلماضي مع الجزائر بالمناورة برياض محرز والاعتماد بشكل أكبر على جبهة يوسف بلايلي، يقوم أليو سيسيه باللعب مباشرة عن طريق جبهة نجم فريقه الأول رغم الرقابة الشديدة المتوقعة عليه.
ساديو ماني يلقى دعماً رائعاً من يوسف سابالي الظهير الأيسر، لكن في مواجهة الجزائر لن يتمكن سابالي من التقدم كثيراً نظراً لأن محرز يتحين تلك اللحظة للحصول على مساحات فارغة للانطلاق.
ربما يتعرض أليو سيسيه للإرباك لوجود محرز بين ساديو ماني وسابالي، وقد يضطر لإشراك إدريسا جاي في اللعبة أو استخدام ندياي لإيقاف لاعب مانشستر سيتي.
أسلوب الأسود
يعتمد أليو سيسيه على الضغط بشراسة في وسط الملعب عن طريق الثنائي هنري سايفت وألفريد ندياي ومن خلفهم إدريسا جاي، وبمعاونة الثنائي كيتا بالدي أو إسماعيلا سار، وساديو ماني في الجهة الأخرى.
وعند الحصول على الكرة يتجه الفريق كالسهم نحو عمق دفاعات الخصم بحثاً عن ثغرة يسببها الاندفاع الذي يشبه طرق الهجوم الاستراتيجية في حروب السيف القديمة لاختراق الدرع الحامي في المقدمة.
يتظاهر ساديو ماني باللعب كجناح أيسر، ثم في اللحظة التي ينتظر فيها المنافس إرسال الكرة إليه على طرف الملعب، يخرج نيانج من مركز المهاجم إلى الجناح تاركاً خلفه مساحة فارغة يندفع ماني نحوها في العمق ليتخلل دفاع الخصم.
الأسود دائماً لديها السُرعة، حتى ولو كانت لمسافات قصيرة بسبب إرهاق البطولة والموسم الطويل، لكن عندما تتاح لهم فرصة الهجوم المرتد فإن إسماعيلا سار وساديو ماني يمكنهما خوض السباق ضد أي دفاع في العالم مع أفضلية لهما في الفوز.
رفاهية سيسيه
يمتلك أليو سيسيه رفاهية كبيرة في قائمة السنغال، تمكنه من إجراء التعديلات على التشكيل بمرونة، وتتيح له تعويض أي لاعب، حتى لو كان حارسه أو مدافعه الأساسي، أو نجمه الأبرز ساديو ماني.
في المباراة الأولى لم يلعب ماني، وكان سيسيه لديه حلاً بنشر إسماعيلا سار وكيتا بالدي على طرفي الملعب وبينهما نيانج.
وعندما تعرض الحارس الأساسي للفريق إدواردو ميندي للإصابة لم تكن هناك مشكلة لدى سيسيه، لأن لديه ألفريد جوميز حارس سبال الإيطالي، والذي أبلى بلاءً حسناً وأثبت أحقيته بحراسة عرين الأسود.
يغيب موسى واجو لاعب برشلونة فيحضر لامين جاساما لاعب جوزتبه التركي، ويتعرض ساليف ساني للإصابة فيحضر شيخو كوياتي، ثم يغيب كوليبالي عن النهائي فيعود ساني.
إسماعيلا سار جناح متألق يميناً ويساراً، لكن هناك ماني وكيتا بالدي، إذاً يجلس سار على مقاعد البدلاء، لا مشاكل على الإطلاق عند أليو سيسيه رغم أي نقص يضرب الفريق، لا يحتاج للتفكير طويلاً لإيجاد البديل المناسب، كل شيء متوفر دائماً لدى الأسود، ما أجمل أن تعيش ملكاً يا سيسيه.
Source link