اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
تشهد الأجواء في العراق بدءاً من الليلة بداية موجة حرارية شديدة ستستمر لمدة أسبوع كامل، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ نهاراً، ما يؤدي إلى حالة من الإرهاق والإنهاك الحراري بين السكان. تتزامن هذه الموجة مع ارتفاع في نسبة الرطوبة، مما يزيد من الشعور بالحرارة والضغط على الجهاز التنفسي للجسم، ويشكل تحدياً كبيراً خاصة للفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال، كبار السن، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. ومع توقع استمرار هذه الظروف خلال الأيام القادمة، يتوجب على الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تأثيرات الحرارة الشديدة على الصحة اليومية والحياة العامة.
وتؤدي هذه الأجواء الحارة والرطوبة المرتفعة إلى زيادة استهلاك المياه، وارتفاع الحاجة إلى التهوية والتبريد في المنازل وأماكن العمل، وهو ما يرفع من معدلات استهلاك الكهرباء، ما قد يشكل ضغطاً إضافياً على شبكات الطاقة. كما تتسبب هذه الظروف في تقليل القدرة على التركيز والأداء البدني، مما يؤثر سلباً على سير العمل في القطاعات المختلفة، وخاصة في المجالات التي تتطلب مجهوداً بدنياً مكثفاً أو وجوداً في الهواء الطلق لفترات طويلة. وينصح الخبراء في الأرصاد الجوية والجهات الصحية بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الذروة، والالتزام بشرب كميات كبيرة من المياه لتعويض الفاقد، والابتعاد عن الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة.
في المناطق الحضرية، يعاني السكان من الشعور بالخمول والكسل بسبب مزيج الحرارة والرطوبة المرتفعة، مما يزيد من احتمالات الإصابة بضربات الشمس أو الجفاف، خاصة عند من لا يتخذون الاحتياطات المناسبة. كما تؤدي هذه الظروف إلى تدهور الحالة الصحية لبعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو مشاكل القلب، مما يتطلب مراقبة دقيقة والحذر أثناء فترة هذه الموجة الحارة. وبجانب المخاطر الصحية، تؤثر موجة الحرارة على البيئة والمزارع، حيث قد تتعرض المحاصيل الزراعية للجفاف أو التلف إذا لم تتوفر الرطوبة والتبريد اللازمين، وهو ما قد ينعكس على الإنتاج الغذائي في البلاد.
ويُشير المختصون إلى أن هذه الموجة الحارة ليست فقط نتيجة لعوامل مناخية محلية، بل تأتي في إطار التغيرات المناخية العالمية التي تشهد ارتفاعاً متزايداً في درجات الحرارة على مستوى العالم، مما يجعل مثل هذه الفترات القاسية متكررة وأكثر حدة. لذلك، يعتبر التحضير لمواجهة هذه الظروف ضرورة ملحة على المستوى الشخصي والمؤسسي، مع ضرورة توفير وسائل الحماية والإسعاف الطارئ للمتضررين، خصوصاً في المناطق التي تشهد ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة والرطوبة.
وفي الختام، تبقى هذه الفترة أسبوعاً حاسماً يجب خلاله توخي الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة والسلامة العامة، مع مراقبة الأوضاع الجوية أولاً بأول والاستعداد لمواجهة التحديات التي قد تصاحب هذه الموجة الحرارية التي تؤثر على حياة الملايين من سكان العراق.
