أفادت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير حديث بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قررت سحب مفتشيها من إيران نتيجة لما وصفته بـ”مخاوف أمنية” متزايدة داخل البلاد. جاء هذا القرار بعد تصاعد التوترات الأمنية في بعض المواقع التي يعمل فيها المفتشون، مما دفع الوكالة إلى اتخاذ خطوة استثنائية للحفاظ على سلامة موظفيها وضمان استمرار عمليات الرقابة بطريقة آمنة وفعالة.
تأتي هذه الخطوة في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها العلاقات الدولية مع إيران، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي، حيث تلعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورًا محوريًا في مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية والتأكد من التزامها بالمعاهدات الدولية التي تحظر تطوير أسلحة نووية. ويعكس سحب المفتشين حالة من التوتر وعدم الاستقرار الأمني التي تؤثر على قدرة الوكالة على أداء مهامها الرقابية بشكل طبيعي.
وأوضح التقرير أن المخاوف الأمنية التي أدت إلى سحب المفتشين تتعلق بتهديدات محتملة على سلامتهم داخل بعض المواقع النووية الإيرانية، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجهها الوكالة في التنقل والوصول إلى الأماكن المطلوبة بسبب القيود الأمنية والظروف السياسية المتوترة. وأكدت مصادر مطلعة أن هذا الإجراء مؤقت، وأن الوكالة تسعى إلى إيجاد حلول تضمن عودة المفتشين إلى مواقع عملهم في أسرع وقت ممكن بعد تحسن الأوضاع الأمنية.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المفاوضات الدولية بشأن الاتفاق النووي الإيراني تعقيدات كبيرة، حيث تظل القضايا المتعلقة بالرقابة والتفتيش من أبرز نقاط الخلاف بين إيران والدول الغربية. ويثير سحب المفتشين مخاوف من تراجع مستوى الشفافية والمراقبة على البرنامج النووي الإيراني، مما قد يؤدي إلى زيادة التوترات الدولية ويعقد جهود التوصل إلى تسوية سلمية.
من جانبها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أهمية ضمان سلامة موظفيها كأولوية قصوى، مشددة على التزامها بمواصلة مراقبة الأنشطة النووية في إيران ضمن الإمكانيات المتاحة، والعمل بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية للحفاظ على السلامة والأمن النوويين. وأوضحت أن القرار جاء بعد تقييم دقيق للوضع الأمني، وأنها تتابع عن كثب التطورات على الأرض.
في الختام، يعكس سحب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران مؤشرًا على التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه عمليات الرقابة الدولية في ظل الأوضاع المتوترة. ويبرز هذا الحدث الحاجة الملحة إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية لتوفير بيئة آمنة تسمح باستمرار الرقابة والشفافية، بما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج