اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين احتشدوا في الساحات والشوارع الرئيسية، تعبيرًا عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستنكارًا لما وصفوه بحرب الإبادة التي تواصل إسرائيل شنها منذ شهور. جاء هذا التحرك الشعبي وسط أجواء غاضبة ومشحونة بالمشاعر الإنسانية، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تُندد بالصمت الدولي، وتطالب بوقف فوري للعدوان العسكري، وإنهاء الحصار المفروض على غزة.
المسيرة التي دعت إليها منظمات مجتمع مدني فرنسية ونشطاء حقوقيون وشخصيات سياسية، تحولت إلى مظاهرة حاشدة تخطت التوقعات، إذ تدفقت الحشود من مختلف الأعمار والجنسيات، بما في ذلك جاليات عربية وإسلامية، بالإضافة إلى مواطنين فرنسيين اعتبروا أن ما يحدث في غزة يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية. وقد شهدت المظاهرة لافتات ضخمة كُتب عليها شعارات مناهضة للاحتلال، وأخرى تُدين مواقف بعض الحكومات الغربية التي تقدم الدعم غير المشروط لإسرائيل، وتغض الطرف عن المجازر والانتهاكات اليومية بحق المدنيين.
الهتافات التي دوت في سماء باريس عبّرت عن حالة من الغضب العارم تجاه استمرار استهداف الأبرياء في غزة، خاصة النساء والأطفال، ورفضًا لاستخدام الأسلحة المحرّمة دوليًا وتدمير البنية التحتية في القطاع المحاصر. كما دعا المتظاهرون إلى ضرورة فتح تحقيقات دولية فورية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة، وإلى تحرك عاجل من الأمم المتحدة لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
اللافت في هذه المظاهرة أنها لم تكن الأولى من نوعها في باريس، لكنها اتسمت بكثافة المشاركة، واتساع رقعة التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية، ما يعكس وعيًا متزايدًا بين المواطنين الفرنسيين حول حقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطينية، بعيدًا عن الروايات الإعلامية الرسمية. كما شهدت المظاهرة مشاركة فاعلة من جمعيات حقوق الإنسان، التي طالبت الحكومة الفرنسية بإعادة النظر في مواقفها السياسية إزاء الأزمة، وبأن تكون صوتًا داعمًا للعدالة والسلام، لا شريكًا في استمرار المعاناة.
وفي ختام المظاهرة، ألقى عدد من النشطاء كلمات أمام الحشود، شددوا فيها على أن التضامن مع غزة لن يتوقف، وأنهم سيواصلون حراكهم في الشارع الفرنسي، حتى يتحقق وقف دائم لإطلاق النار، وتُرفع المعاناة عن المدنيين، وتُحاسب إسرائيل على انتهاكاتها المتواصلة.
