في مشهد مأساوي جديد يشهد قطاع غزة تدهورًا حادًا في الوضع الصحي بعد خروج آخر مستشفيات القطاع عن العمل بشكل كامل، مما أدى إلى توقف تام لخدمات الرعاية الصحية المقدمة للسكان في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية. تظهر لقطات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي مرضى ومصابين يغادرون المستشفيات وهم محمولون على أسرّة في مشاهد تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع. هذه الصور التي انتشرت بكثافة بين النشطاء والمدونين تثير الكثير من القلق والحزن، حيث يُظهر الواقع المأساوي نقصًا حادًا في الإمكانيات الطبية، وغياب الأدوية والمستلزمات الطبية، وانعدام الظروف الصحية اللازمة لعلاج المرضى، الأمر الذي ينذر بتفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية في المستقبل القريب.
يرى كثير من المتابعين أن هذه المشاهد الصادمة تعكس فشلًا ذريعًا في تقديم الدعم الطبي والإنساني لسكان غزة، وسط موجة من الصمت الدولي الذي يغلف الأزمة. يتساءل المراقبون والمواطنون معًا عن الأسباب التي تجعل المجتمع الدولي والحكومات والمناصرين للقضايا الإنسانية غير قادرين أو غير راغبين في اتخاذ خطوات فعالة لكسر هذا الحاجز من الصمت والمماطلة، والتدخل العاجل لإنقاذ آلاف الأرواح التي تهددها الأزمة الصحية المتفاقمة. ويطالب هؤلاء بضرورة تحرك عاجل لإنهاء هذه الأزمة التي لا تزال تتعمق مع مرور الوقت، داعين إلى تكثيف الجهود الإنسانية والضغط على الجهات المسؤولة من أجل فتح المعابر وتوفير الإمدادات الطبية والدوائية بشكل مستدام.
هذه الأزمة ليست مجرد أزمة صحية فحسب، بل هي انعكاس لواقع مأساوي تتداخل فيه العوامل السياسية والاجتماعية والإنسانية، مما يجعل من الضروري أن تكون هناك وقفة جادة ومسؤولة على أعلى المستويات، لضمان حق أهل غزة في الرعاية الصحية والحياة الكريمة، بعيدًا عن المعاناة المستمرة والصمت المريب الذي يلف مصيرهم.