تمكن نادي ليفربول من حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل انتهاء الموسم بأربع جولات، بعد فوزه الساحق على توتنهام بخمسة أهداف مقابل هدف واحد في ملعب أنفيلد، في مباراة شهدت تألقاً لافتاً للنجم المصري محمد صلاح الذي يواصل تحطيم الأرقام القياسية مع الريدز. هذا الفوز الكبير أكد تفوق ليفربول على منافسيه، خاصة بعد تعثر أرسنال الذي اكتفى بالتعادل في مباراته، مما منح ليفربول فرصة التتويج باللقب دون الحاجة لانتظار باقي نتائج الموسم.
شهدت المباراة حضوراً جماهيرياً ضخماً بلغ نحو 60 ألف متفرج، احتشدوا لدعم فريقهم في واحدة من أهم مباريات الموسم، حيث افتتح التسجيل لاعب ليفربول دومينيك سولانكي في الدقيقة الثانية عشر، لكن الرد القوي جاء سريعاً من الريدز عبر سلسلة من الأهداف التي أظهر خلالها الفريق انسجاماً كبيراً بين لاعبيه، مع أداء مميز من محمد صلاح الذي ساهم بشكل مباشر في العديد من الأهداف. كما سجل الفريق الهدف الرابع والخامس بفضل جهود لاعبين آخرين مثل توني دييني أودوجي، ليؤكد الفريق تفوقه وسيطرته على المباراة.
هذا اللقب هو التاسع عشر في تاريخ ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو إنجاز يعيد الفريق إلى قمة كرة القدم الإنجليزية بعد فترة من الغياب عن الألقاب الكبرى. ويأتي هذا التتويج بعد سنوات من العمل الجاد والتطوير تحت قيادة المدرب يورغن كلوب، الذي نجح في بناء فريق قوي قادر على المنافسة على أعلى المستويات، رغم التحديات والصعوبات التي واجهها النادي في السنوات الماضية، بما في ذلك فترة الغياب الطويلة عن التتويج التي استمرت حتى عام 2020.
ويعتبر هذا اللقب مختلفاً عن سابقاته، حيث شهد احتفالاً حاشداً أمام الجماهير في ملعب أنفيلد، بعد أن كانت الاحتفالات السابقة في ظل ظروف جائحة كورونا التي منعت الحضور الجماهيري، مما أضفى على هذا الإنجاز قيمة معنوية كبيرة للفريق وللجماهير على حد سواء. وقد عبر فيرجيل فان دايك، قائد الفريق، عن فخره الكبير بهذا الإنجاز، مشيراً إلى أن الفريق استحق الفوز بجدارة بعد موسم مليء بالتحديات والمباريات الصعبة.
على صعيد النجوم، يواصل محمد صلاح كتابة التاريخ مع ليفربول، حيث أصبح الهداف التاريخي للنادي في الدوري الإنجليزي، متجاوزاً أرقاماً قياسية سابقة كانت بحوزة أساطير مثل سيرجيو أغويرو. منذ انضمامه إلى ليفربول قبل سبع سنوات، حطم صلاح العديد من الأرقام القياسية، وأثبت نفسه كواحد من أفضل المهاجمين في العالم، حيث سجل أهدافاً حاسمة في مختلف البطولات، وساهم بشكل كبير في تحقيق الفريق للعديد من الألقاب المحلية والقارية.
ويعتبر موسم محمد صلاح هذا الموسم من أفضل مواسمه على الإطلاق، حيث سجل أكثر من 28 هدفاً في الدوري حتى الآن، ويقترب من إنهاء الموسم كأفضل هداف للمسابقة للمرة الرابعة في تاريخه، وهو إنجاز لم يستطع تحقيقه سوى عدد قليل من اللاعبين عبر تاريخ الدوري الإنجليزي. كما جدد صلاح عقده مع ليفربول لمدة عامين إضافيين، مؤكداً التزامه بالبقاء مع الفريق ومواصلة تحقيق النجاحات والبطولات.
في ظل هذه الإنجازات، يبرز المدرب الحالي يورغن كلوب كواحد من أبرز المدربين في تاريخ ليفربول، حيث استطاع أن يعيد الفريق إلى مكانته الطبيعية كأحد أعظم الأندية في العالم، معتمدًا على فلسفة لعب هجومية متوازنة وروح قتالية عالية بين اللاعبين. ورغم الشائعات التي ربطت مستقبل كلوب ببعض الأندية الكبرى مثل باريس سان جيرمان، إلا أن المدرب الألماني أكد التزامه الكامل مع ليفربول، معرباً عن فخره الكبير بالفريق وبالإنجازات التي حققها خلال فترة قيادته.
باختصار، موسم ليفربول هذا العام هو موسم استثنائي بكل المقاييس، حيث جمع بين الأداء الفني العالي، الروح الجماعية، والنجوم الذين صنعوا الفارق، وعلى رأسهم محمد صلاح الذي يظل رمزاً للتألق والإصرار. هذا التتويج يعيد ليفربول إلى قمة كرة القدم الإنجليزية والعالمية، ويضع الفريق في موقع قوي للمنافسة على المزيد من الألقاب في المستقبل القريب، مع طموحات كبيرة لجماهيره التي تنتظر المزيد من النجاحات واللحظات التاريخية.