أعرب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن قلقه العميق إزاء الأوضاع الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يحدث في هذا الجزء من العالم منذ أكثر من عام ونصف يعد أزمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث. وأوضح في تصريحات رسمية أن استمرار الحصار والعمليات العسكرية المتكررة أسفرت عن معاناة كبيرة للسكان المدنيين، الذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية، حيث تفتقر المناطق إلى أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء وكهرباء ورعاية صحية.
وأشار الوزير القطري إلى أن الوضع في غزة تجاوز كل التوقعات من حيث التأثيرات السلبية على السكان، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يتحملون العبء الأكبر من هذه الأزمة. وأكد أن استمرار هذا الوضع لفترة طويلة دون تدخل دولي فعال يهدد بخلق كارثة إنسانية لا يمكن السيطرة عليها، مشدداً على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لتقديم الدعم الإنساني وفتح ممرات آمنة تسمح بوصول المساعدات إلى المحتاجين.
كما أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن قطر تتابع عن كثب التطورات في غزة وتبذل جهوداً دبلوماسية وإنسانية مكثفة من أجل تخفيف معاناة السكان، مشيراً إلى أن بلاده تعمل بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لتوفير المساعدات الضرورية وإيصالها بأمان إلى القطاع. وأوضح أن الأزمة في غزة ليست مجرد قضية محلية أو إقليمية، بل تمثل تحدياً إنسانياً وأخلاقياً أمام العالم بأسره، مما يستدعي تضامناً دولياً حقيقياً ومسؤولية مشتركة لإنهاء المعاناة.
وأكد وزير الخارجية القطري أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، داعياً إلى استئناف المفاوضات بين الأطراف المعنية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادئ احترام حقوق الإنسان. وأشار إلى أن استمرار النزاع وعدم التوصل إلى تسوية عادلة يزيد من تعقيد الوضع ويطيل أمد المعاناة، مما يستوجب تكاتف الجهود الدولية لدعم الحلول السلمية التي تحترم حقوق جميع الأطراف.
في ختام حديثه، شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن قطر ستواصل دعمها الكامل للشعب الفلسطيني، وستظل صوتاً مناصراً لقضاياه العادلة في المحافل الدولية، مؤكداً أن العدالة والسلام هما الركيزتان الأساسيتان لأي حل مستدام في المنطقة. كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والسياسية تجاه غزة، والعمل على إنهاء الأزمة التي تمثل تحدياً كبيراً للضمير الإنساني العالمي.