تعتبر هيئة تحرير الشام جماعة جهادية سلفية تشاركت في الحرب الأهلية السورية منذ عام 2017، وقد نجحت في الحفاظ على نفوذها في الشمال السوري بفضل تماسكها التنظيمي وتمويلها القوي. وقد استفادت الهيئة من وجود مسلحين أجانب، بما في ذلك أولئك الذين جاءوا من تركيا، لتعزيز قوتها العسكرية وتوسيع نفوذها في المنطقة.
تدير هيئة تحرير الشام مناطق واسعة في شمال سوريا، وتحافظ على وجودها من خلال توفير الخدمات الأساسية للسكان المحليين، مثل التعليم والصحة والخدمات العامة. كما تعمل الهيئة على تعزيز وجودها العسكري من خلال الحصول على أسلحة ومعدات عسكرية، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات والمركبات المدرعة.
على الرغم من أن تركيا لا تزود هيئة تحرير الشام بالأسلحة بشكل مباشر، إلا أن بعض المسلحين الذين دعمتهم تركيا في شمال سوريا قد انضموا إلى الهيئة. هذا يؤدي إلى تعقيد العلاقات بين تركيا والجماعات المسلحة المختلفة في سوريا، حيث تعمل أنقرة على دعم الجيش الوطني السوري، الذي يعتبر منافساً للهيئة.
تأثير المسلحين الذين جاءوا من تركيا على الجيش السوري الجديد يعتبر موضوعاً حساساً، حيث يمتلكون خبرة قتالية وقيادية، مما يساهم في تعزيز قدرات الجيش السوري الجديد. ومع ذلك، يبقى هذا التطور محفوفاً بالتحديات، حيث يتعين على هذه الجماعات التعامل مع التوترات بين مختلف الفصائل المسلحة في سوريا، بالإضافة إلى الضغوط الدولية التي تفرضها الدول المعنية بالملف السوري.
في الوقت نفسه، تعمل تركيا على تعزيز نفوذها في شمال سوريا من خلال دعم الفصائل المتمردة التي تتوافق مع مصالحها، في حين تعمل هيئة تحرير الشام على الحفاظ على وجودها في المنطقة. هذا يؤدي إلى تعقيد المشهد السياسي والعسكري في سوريا، حيث تتعامل مختلف الأطراف مع التحديات والفرص التي تطرحها الحرب الأهلية المستمرة.