اخبار العرب من المحيط للخليج اخبار العرب من المحيط للخليج
في تطور ميداني بارز، أعلن الجيش السوداني اليوم، الأربعاء 26 مارس 2025، عن تحقيق سلسلة من الانتصارات الميدانية المهمة في العاصمة الخرطوم، تمثلت في السيطرة على عدد من المناطق والمراكز الاستراتيجية، وذلك عقب انسحاب قوات الدعم السريع من تلك المواقع.
وأكد الجيش السوداني في بيان رسمي استعادته السيطرة الكاملة على مطار الخرطوم الدولي، وهو ما يُعد إنجازًا استراتيجيًا نظرًا لأهمية المطار كمركز حيوي للنقل والاتصالات. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت القوات المسلحة من إحكام قبضتها على مدخل مدينة جبل أولياء، وفرضت حصارًا شاملاً على المدينة من جميع الاتجاهات، مما يعزز من سيطرة الجيش على المناطق المحيطة بالعاصمة.
وفي سياق متصل، نجح الجيش في استعادة السيطرة على عدة أحياء رئيسية في شرق الخرطوم، شملت أحياء بري، المنشية، وشارع الستين، بالإضافة إلى قسم شرطة حي الرياض. هذه الإنجازات تعكس تقدماً ملموساً للقوات المسلحة في تأمين العاصمة وإعادة بسط الأمن فيها.
على صعيد آخر، تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر انسحابًا جماعيًا لعناصر قوات الدعم السريع عبر جسر خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم. أحد هذه المقاطع، الذي نشره حساب “أخبار النزاعات والحروب”، يظهر آلاف العناصر من قوات الدعم السريع يفرّون هاربين من العاصمة السودانية بعد تقدم لواء البراء بن مالك في الجيش السوداني باتجاههم.
كما انتشرت مقاطع أخرى توثق انتشار عناصر الجيش السوداني في شارع الستين بالقرب من منطقة أوماك ومسجد سيدة سنهوري شرق الخرطوم، مما يشير إلى تعزيز التواجد العسكري في المناطق المحررة.
في ظل هذه التطورات، عبّر العديد من المواطنين والمغردين عن فرحتهم واعتزازهم بالانتصارات التي حققها الجيش السوداني. وصف بعضهم هذه الأحداث بأنها “يوم تاريخي” يُضاف إلى سجل الأيام الخالدة للسودان، معتبرين أن ما يحدث يمثل نضالًا بطوليًا للشعب السوداني. أحد المغردين كتب: “إنه يوم الانتصارات والإنذارات لما قبل النهايات. عاش نضال الشعب السوداني البطل، والتحية لجيشنا العظيم ولكل القوات المساندة والمستنفرين، ولأبناء وبنات السودان وكل الوطنيين والوطنيات. الله أكبر والحمد لله”.
من جهة أخرى، أشار محللون إلى أن قوات الدعم السريع بدأت بالانسحاب نحو مناطق دارفور وكردفان، وهما منطقتان تُعتبران قلب السودان النابض نظرًا لاحتوائهما على ثروات طبيعية هائلة، مثل النفط والصمغ العربي، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية التي تمثل حوالي 90% من الإنتاج الوطني. ويرى هؤلاء المحللون أن انسحاب الدعم السريع من الخرطوم ومناطق الوسط والنيل الأبيض يؤكد تراجع نفوذهم في تلك المناطق.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار والأمن في البلاد. المراقبون يرون أن هذه الانتصارات قد تُمهّد الطريق نحو إعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري في السودان، مع التأكيد على أهمية الحوار الوطني الشامل لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين.
