تعرض المخرج الفلسطيني حمدان بلال، المشارك في إخراج الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار “لا أرض أخرى”، لاعتداء عنيف من قِبَل مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في قرية سوسيا الواقعة جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وفقًا لمنظمة “مركز اليهود لعدم العنف”، اقتحم عشرات المستوطنين القرية، واعتدوا على ممتلكات السكان المحليين قبل أن يهاجموا بلال، مما أدى إلى إصابته بجروح في الرأس ونزيف حاد.
بعد الاعتداء، استدعى بلال سيارة إسعاف لتلقي العلاج. إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت سيارة الإسعاف واعتقلته مع فلسطيني آخر، واقتادتهما معصوبي الأعين إلى جهة غير معلومة. أفاد الناشط جوش كيملمان، الذي كان حاضرًا في الموقع، بأنه لا توجد معلومات عن مكان احتجاز بلال أو حالته الصحية.
المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام، الذي شارك في إخراج فيلم “لا أرض أخرى” مع بلال، وصف ما حدث بأنه “محاولة إعدام ميدانية”. وأشار إلى أن بلال استدعى سيارة الإسعاف بنفسه بعد الاعتداء، لكن الجنود الإسرائيليين اقتحموا السيارة واعتقلوه، ولم يتم التواصل معه منذ ذلك الحين.
يأتي هذا الاعتداء في سياق تصعيد مستمر من قِبَل المستوطنين ضد الفلسطينيين في مناطق “ج” بالضفة الغربية، والتي تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة. تشهد هذه المناطق موجة غير مسبوقة من العنف، تشمل الاعتداءات الجسدية، وإحراق الممتلكات، ومحاولات التهجير القسري، وسط تواطؤ واضح من جيش الاحتلال.
عن فيلم “لا أرض أخرى”: “لا أرض أخرى” هو فيلم وثائقي إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، أخرجه كل من الفلسطينيين باسل عدرا وحمدان بلال، والإسرائيليين يوفال أبراهام وراحيل تسور. يوثق الفيلم معاناة الفلسطينيين في منطقة مسافر يطا بالضفة الغربية المحتلة، مسلطًا الضوء على التهجير القسري والانتهاكات التي يتعرضون لها من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي.
10.
“ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 62 وسط استمرار العدوان الإسرائيلي وتفاقم الأزمة السياسية في إسرائيل”
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي، مما أسفر عن استشهاد 62 فلسطينيًا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي يستهدف مختلف مناطق القطاع.
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أفادت بأن قوات الاحتلال ارتكبت ست مجازر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، راح ضحيتها 62 شهيدًا و91 مصابًا، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 33 ألف شهيد، بالإضافة إلى ما يزيد على 75 ألف جريح.
في تطور خطير، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية أُسقطت من طائرات قرب السياج الحدودي شمالي القطاع. أظهرت مشاهد حصرية تعرض مدنيين لإطلاق نار مباشر بعد إنزال المساعدات، رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد للجنود والآليات الإسرائيلية. تضمنت اللقطات أيضًا تعمّد الجنود قتل مدني يحمل مساعدات بإطلاق النار عليه عدة مرات، وتركه ينزف حتى استشهاده، مع منع إسعافه، ثم اقتراب الكلاب منه.
على الصعيد السياسي، تشهد إسرائيل تصاعدًا في حدة الأزمة الداخلية، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات حادة من المعارضة وبعض أعضاء حكومته بسبب استمرار العمليات العسكرية في غزة وتداعياتها الإنسانية والسياسية. تتزايد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف تحقيق تهدئة مستدامة.
من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيين إلى النفير العام دفاعًا عن غزة والمسجد الأقصى، مؤكدة على ضرورة التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
في ظل هذه التطورات، أعربت منظمات حقوقية دولية عن قلقها البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى النقص الحاد في المواد الطبية والغذائية نتيجة الحصار المستمر والتصعيد العسكري الأخير.
يواصل المجتمع الدولي جهوده الدبلوماسية لوقف التصعيد، حيث تجري اتصالات مكثفة بين الأطراف المعنية في محاولة للتوصل إلى هدنة تضع حدًا للمعاناة الإنسانية وتفتح المجال أمام حل سياسي شامل.