في 25 مارس/آذار 2025، رفع تسعة أفراد من الولايات المتحدة وإسرائيل دعوى قضائية في المحكمة الفيدرالية بمانهاتن ضد منظمي ومؤيدي المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعة كولومبيا. تتهم الدعوى هؤلاء الأفراد بالعمل كـ”ذراع دعائية” لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتقديم خدمات علاقات عامة داخلية للحركة في مدينة نيويورك وحرم الجامعة
من بين مقدمي الدعوى أشخاص يزعمون أنهم تضرروا من هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، بما في ذلك أقارب لقتلى أو أسرى إسرائيليين، وموظفان في جامعة كولومبيا يدّعيان تعرضهما لسوء معاملة في الجامعة.
تدّعي الدعوى أن المدعى عليهم نسقوا جهودهم منذ عام 2023 مع حماس لتعزيز هجماتها، وأن بعضهم كان لديهم علم مسبق بالهجوم، استنادًا إلى معلومات واعتقادات.
من بين المدعى عليهم محمود خليل، الذي ساعد في قيادة مظاهرات جامعة كولومبيا وكان مفاوضًا بين إداريي الجامعة وتحالف المجموعات الطلابية. في 9 مارس/آذار الجاري، اعتقلت السلطات الأميركية خليل، الحاصل على إقامة دائمة في البلاد والمحتجز حاليًا في لويزيانا، بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي أمرًا تنفيذيًا يتعلق بـ”مكافحة معاداة السامية”، يتيح ترحيل الطلاب المشاركين في مظاهرات داعمة لفلسطين.
تشمل الدعوى أيضًا جماعات مثل “في حياتنا.. متحدون من أجل فلسطين”، و”طلاب كولومبيا من أجل العدالة في فلسطين”، و”كولومبيا/بارنارد الصوت اليهودي من أجل السلام”، وبعض قادتها.
يؤكد محامو خليل أنه لا علاقة له بحماس، بينما صرح مارك جولدفيدر، المحامي في المركز الوطني للدفاع عن اليهود والذي يمثل المدعين، بأن أنشطة التنسيق التي قام بها المدعى عليهم مع حماس معروفة لأنهم أعلنوا ذلك مرارًا.
تسعى الدعوى إلى الحصول على تعويضات غير محددة وتعويض عقابي مضاعف، متهمة المدعى عليهم بانتهاك قانون مكافحة الإرهاب الأميركي.
يُذكر أن جامعات عدة، منها كولومبيا ونورث ويسترن وبورتلاند الحكومية وتوين سيتيز في مينيسوتا وحرم بيركلي بجامعة كاليفورنيا، شهدت مظاهرات داعمة لفلسطين بدأت في أبريل/نيسان 2024 وانتشرت في أنحاء العالم. أسفرت هذه الاحتجاجات عن احتجاز الشرطة لأكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
تأتي هذه التطورات في ظل الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تشن إسرائيل حربًا على غزة خلفت أكثر من 163 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.