بعد إعلان طهران أن خطأ بشرياً أدى إلى كارثة الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 176 راكباً في يناير الماضي، شككت أوكرانيا في تلك النتيجة، معتبرة أنه من السابق لأوانه الاستنتاج بأن إسقاط إيران طائرة الركاب التي كانت في طريقها إلى كييف نجم عن خطأ بشري.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، “أريد أن أؤكد بوضوح أنه من السابق لأوانه الإعلان أن الطائرة أسقطت بسبب خطأ بشري”.

كما أضاف أن الاستنتاجات يجب القيام بها “ضمن آلية تحقيق”، مؤكداً ضرورة “التوصل لجميع الحقائق”.

صاروخان من الحرس الثوري

وكانت الطائرة لشركة الخطوط الدولية الأوكرانية (الرحلة 752)، أصيبت بصاروخين من قبل قوات الحرس الثوري، وتحطمت بعد وقت قصير على إقلاعها من المطار الرئيسي في طهران في الثامن من كانون الثاني/يناير وسط تصاعد حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وأقرت إيران بعد عدة أيام من النفي بأنها أسقطت الطائرة عن غير قصد، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا يستقلونها.

والشهر الماضي، أعلن محققو طيران فرنسيون أنهم سينقلون تسجيلات الصندوقين الأسودين من إيران وسيبدأون بتحليلها في 20 تموز/يوليو.

في حين أعلنت أوكرانيا أنها سترسل خبراء للمساعدة في العمل، معتبرة أن التقرير الذي سيصدر عن باريس سيكون موثوقا به.

سلسلة أخطاء

يشار إلى أن منظمة الطيران المدني الإيرانية كانت أوضحت الأحد أن خطأ في توجيه نظام الرادار وعدم وجود اتصال بين من كان يقوم بتشغيل وسائل الدفاع الجوي وقادته تسببا في حادث إسقاط الطائرة. وأفاد تقرير مبدئي على الموقع الإلكتروني للمنظمة بأن “خطأ في توجيه نظام الرادار تسبب في خطأ بشري، فنسي المسؤول عن التشغيل تعديل الاتجاه على نظام الرادار بعد الانتقال إلى وضع جديد وهو خطأ ساهم في عدم قراءة بيانات الرادار بالشكل الصحيح”.

كما لفت التقرير إلى أن بطارية الصواريخ التي استهدفت طائرة الركاب نُقلت لمكان جديد “ولم يتم إعادة توجيهها بالشكل المناسب”.

إلى ذلك، أشار إلى أن “الخطأ وقع بعد نقل إحدى وحدات الدفاع الجوي لطهران … حدث ذلك بسبب خطأ بشري”. وأضاف أن نظام الدفاع الجوي رصد الطائرة باعتبارها هدفا يقترب من طهران.

وأُسقطت الطائرة وسط توتر متصاعد بين إيران والولايات المتحدة، حيث كانت طهران في حالة تأهب لصد هجمات بعد أن أطلقت صواريخ على قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية انتقاما لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، في الثالث من يناير في ضربة صاروخية
أميركية في مطار بغداد.

تسجيل مسرب

إلا أن تسجيلا صوتيا مسربا لحديث مسؤول إيراني مع أحد أقارب ضحايا الطائرة الأوكرانية، حصلت عليه “العربية” قبل أيام” كشف تفاصيل ما حصل يوم وقوع الطائرة.

وفي التسجيل، قال المسؤول إن القرار كان سياسياً بالدرجة الأولى، وإن السلطات تعمدت ترك المجال الجوي مفتوحا لضرب قاعدة عين الأسد في العراق، لكن الطائرة الأوكرانية هي التي سقطت.

يشار إلى أن المحادثة جرت في 7 مارس/آذار الماضي بين أحد أفراد عائلة من الضحايا في كندا وحسن رضايقار، الذي تم تعيينه رئيساً لفريق التحقيق الإيراني في حادث إسقاط طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية التي كانت متجهة إلى كييف، والذي أسفر تحطمها عن مقتل 176 شخصاً، بينهم 57 كندياً، واستمرت المكالمة 90 دقيقة.