[ad_1]
شهد ملعب هريستو بوتيف ببلغاريا يوم الخميس الأول من أغسطس عام 2013 مباراة فريق بوتيف بلوفديف أمام شتوتجارت في ذهاب الدور الثالث التمهيدي لبطولة يوروبا ليج وسجلت هذه المباراة الظهور الأول للشاب الألماني تيمو فيرنر بعد أن قام المدرب برونو لاباديا بتصعيده للفريق الأول.
أتخذ لاباديا قراره بعد أن نجح الشاب الألماني حينها في تسجيل 32 هدف خلال 37 مباراة مع فريق الشباب بالنادي تحت 17 عاما و24 هدف مع فريق تحت 19 عاما في نفس العدد من المباريات ليحصل على فرصته للظهور بقميص شتوتجارت بعمر السبعة عشر عاما وأربعة أشهر وخمسة أيام كأصغر لاعب يمثل الفريق بشكل رسمي تاريخيا.
انتظرت جماهير شتوتجارت حتى الخامس والعشرين من نفس الشهر من أجل الحصول على الإسهام الهجومي الأول للاعب بقميص الفريق عندما صنع هدفي زميليه أليكسندر ماكسيم وفيداد إبسيفيتش خلال فوز فريقه بسداسية على حساب هوفنهايم.
وجاء أول أهداف اللاعب في الدوري الألماني بعد ذلك بأسبوعين عندما سجل هدف التعادل لفريقه في مرمى إينتراخت فرانكفورت ليسجل نفسه كأصغر هداف في البطولة بقميص شتوتجارت ويسجل الأول من أهدافه الثمانية والثمانين حتى اللحظة في البطولة.
نشأته:
ولد فيرنر في السادس من مارس 1996 في مدينة شتوتجارت في بيت متواضع لأبوين من أصول ألمانية حتى النخاع، اللاعب يحمل لقب عائلة والدته سابرينا فيرنر أما والده جونتر شو فقد كان لاعب كرة قدم في السبعينيات.
نشأ فيرنر على حب كرة القدم ومنذ الصغر كان يعرف أن كرة القدم هي مستقبله لا محال خصوصا بعد أن خطف أنظار كشافي شتوتجارت خلال لعبه لأكاديمية نادي شتاينهالدينفيلد ليحقق حلمه في إرتداء القميص الذي أرتداه مثله الأعلى في كرة القدم والذي أصبح زميله في المنتخب بعد ذلك ماريو جوميز.
كان هناك شرط واحد من والدته من أجل إستكمال مسيرته الكروية وهو الحصول على شهادة الثانوية والتي حققها اللاعب بالفعل فلم يمنعه تصعيده ومشاركته مع الفريق الأول وغيابه عن نصف ساعات الدراسة لتلك الأسباب من دخول الإمتحانات والحصول على الشهادة في النهاية رفقة زميله في المنتخب الألماني جوشوا كيميتش.
سابرينا كانت ولا تزال حريصة على أسلوب حياة صحية لأبنها بأن يظل جسده خاليا من الكحول ومن الوشوم وإن كانت قد فشلت في إبعاه عن عشقه للشاورما خطيئته الوحيدة.
على الصعيد الرياضي كان والده هو الداعم الأكبر له ليس فقط على المستوى النفسي ولكن البدني أيضا فكان يصحب أبنه في جولات للركض والتدريب الإضافي في الجبال لزيادة قدرة تحمله ولياقته البدنية والنتيجة كانت مبهرة.
نجح فيرنر في ركض 100 متر في 11.11 ثانية، رقمه في المتوسط وهو ما جعله يحصل على لقب “تيمو التيربو” بين زملائه.
“أحب أن أدفع الكرة بعيدا عني بثلاثة أو أربعة أمتار عندما أجد مساحة مفتوحة أمامي في الملعب وذلك حتى أعطي لنفسي مساحة أكبر بيني وبين مدافع الخصم” جزء من تصريحات فيرنر للموقع الرسمي للدوري الألماني متحدثا عن إستغلاله السليم لسرعته.
أرقام وإحصائيات:
بعمر الرابعة والعشرين يمتلك اللاعب الألماني 88 هدفا بأسمه في الدوري الألماني بجانب صناعته ل41 هدف لزملائه وذلك خلال 217 مباراة له في البطولة سواء بقميص شتوتجارت أو لايبزج.
وعلى المستوى الأوروبي يمتلك اللاعب 11 هدفا بجانب صناعته ل5 أهداف أخرى خلال 24 مباراة مع الفريقين أيضا ولكن أرقامه التهديفية كلها جاءت بقميص نادي لايبزج.
نتحدث هنا عن إنفجار مبهر للاعب سواء على المستوى التهديفي أو في صناعة الأهداف رفقة لايبزج فإذا نظرت لأرقامه بقميص شتوتجارت فقط ستجد أنه سجل 14 وصنع 11 فقط في 103 مباراة مقارنة ب92 هدف وصناعة 39 في 154 مباراة بقميص لايبزج.
يأتي هذا بسبب التطور الرهيب في مستوى اللاعب مع إنتقاله في صيف 2016 ب10 مليون يورو إلى الفريق المملوك لشركة مشروبات الطاقة وتدربه على يد رالف راجنيك ورالف هازنهوتل ومن بعده جوليان ناجلسمان.
كانت المشكلة الكبرى للاعب في بداية مسيرته هي عدم قدرته على إنهاء الهجمات بشكل مثالي أمام المرمى فكان يستغل سرعته في الوصول إلى مواقف الخطورة أمام المرمى قبل أن تخونه قدراته على إنهاء الهجمات.
تحدث الصحفي الألماني أولفر ترست عن تلك النقطة لصالح موقع بليتشر ريبورت فقال: “بالتأكيد لم يكن في بداياته بنفس هذا المستوى فلم يكن يستطيع في الكثير من الأحيان الجمع بين سرعته وقدرته على إنهاء الهجمات ولكن كان يمكنك أن ترى حركته السريعة والتوقعات كانت كبيرة”.
فشل شتوتجارت في الإستفادة الكاملة من قدرات اللاعب ففي تلك الفترة كان النادي يعاني من مشاكل متعددة داخل وخارج الملعب وفي ثلاثة مواسم هي الفترة التي لعبها فيرنر معهم تعاقب عليه ستة مدربين، أجواء لم تكن مناسبة إطلاقا لصقل وتطوير موهبته.
خلال موسمه الأخير مع شتوتجارت 2015/2016 فشل فيرنر في إنقاذ النادي من الهبوط ورغم أنه كان نجم وهداف الفريق إلا أنه كان يتعرض للإنتقادات من مدربيه والجماهير بسبب إضاعته للفرص السهلة والتي كانت كفيلة بمساعدة الفريق في البقاء وسط الكبار.
“لقد كان منشغلا بإرسال القبلات إلى الجماهير بدلا من التركيز على وضع الكرة في الشباك” كانت تلك تصريحات المدرب ألكسندر زورنيجر منتقدا مهاجم فريقه بعد أن أضاع فرصة في الثانية الأخيرة من تعادل شتوتجارت أمام هوفينهايم في إحدى مباريات ذاك الموسم.
دفع لايبزج 10 مليون يورو للتعاقد مع فيرنر في تلك الظروف وفي ألمانيا كان هناك خوف من أن تندثر تلك الموهبة سريعا بسبب الضغوطات والإنتقادات التي وجهت له مع فشله في الإبقاء على شتوتجارت وسط الكبار.
لكن ما حدث كان مذهلا فصاحب ال14 هدفا في ثلاثة مواسم مع شتوتجارت سجل 21 هدفا وصنع 7 في أول مواسمه رفقة لايبزج قبل أن ينخفض هذا الرقم التهديفي في ثاني وثالث مواسمه رفقة الفريق مسجلا 13 ثم 16 هدف وإن كان قد حافظ على أرقامه في صناعة الأهداف بإهدائه ل8 ثم 9 أهداف لزملائه على التوالي.
أما هذا الموسم رفقة المدرب ناجلزمان فلا يزال الموسم مستمرا وفيرنر بالفعل تفوق على كل أرقامه السابقة مسجلا حتى الآن 25 هدفا بجانب صناعته ل7 أهداف لزملائه.
هناك نموذج إحصائي لعدد الأهداف المنتظرة وهو مبني على مكان التسديدات ومدى خطورتها على مرمى الخصم نظرا لأن وضع الكرة في الشباك يوجد له عوامل أخرى لا يمكن رصد بعضها إحصائيا كتمركز الحارس أو تواجد مدافع الخصم في المكان المناسب على خط المرمى وكلما كانت الأرقام الحقيقية قريبة من المنتظرة كانت الأفضلية للاعب.
للتوضيح أكثر فإذا سدد اللاعب 10 كرات على المرمى منهم 8 من مسافة 40 متر وإنفرادين فنحن نتوقع منه أن يسجل هدفين من تلك الكرات العشرة فإذا سجل أكثر فذلك تفوق منه أما إن سجل أقل فيعني ذلك أنه يحتاج للعمل أكثر على طريقة إنهائه للفرص أو تمركزه بشكل أفضل أمام المرمى ليحصل على فرص سانحة للتهديف أكثر.
طبقا لإحصائية الأهداف المنتظرة ففي أخر مواسمه مع شتوتجارت كان من المتوقع أن يسجل 0.49 هدف في المباراة الواحدة ولكن متوسط أهدافه التي سجلها كان 0.24، يعني هذا بشكل أوضح أنه في موسم 2015/2016 كان يجب أن يكون فيرنر قد سجل 16 هدفا وليس 6 كما حدث.
بينما هذا الموسم فالنموذج الإحصائي يوضح أن الأهداف المتوقعة للاعب هي 0.74 هدف أي أنه في هذه المرحلة بعد 29 مباراة في الدوري الألماني كان يجب أن يكون رصيده التهديفي هو 19-20 هدف ولكن فيرنر تفوق على هذا الرقم ليصل إلى 25 هدف ومتوسط 0.94 هدف في المباراة الواحدة.
ليس فقط تسجيل الأهداف فنموذج صناعة الأهداف المتوقع أنتظر منه صناعة 8 أهداف بمعدل 0.3 هدف في المباراة الواحدة واللاعب يمتلك بالفعل معدل قريب جدا وهو 0.26 هدف بعد أن صنع 7 أهداف لزملائه حتى الآن، هدف واحد فقط كان ليجعله من الأسماء القليلة التي توفقت أرقامها المسجلة عن الأرقام المتوقعة.
إذا عدنا إلى الموسم الماضي والذي سجل خلاله فيرنر 16 هدفا فقط سنجد أنه كان معادلا للأرقام المنتظرة إحصائيا له أيضا والموسم قبل الماضي تفوق في الأرقام المنتظرة منه في صناعة الأهداف وإن كان قد أبتعد قليلا عن المنتظر منه تهديفيا.
ننتقل بذلك لنقطة أهم وهي إستخدامه من قبل مدربيه على أرضية الملعب، رفقة شتوتجارت وخلال مواسمه الثلاثة الأولى مع لايبزج كان الإستخدام الأكثر شيوعا لفيرنر هو كجناح أيسر بشكل أكبر.
تسبب ذلك في إهدار مجهودات اللاعب أكثر بالقرب من الخط الخارجي للملعب وإن كانت سرعته وقدرته على الإختراق الطولي والعرضي لدفاعات الخصوم قد ساعدته على التسجيل وصناعته الاهداف إلا أنها حجمت كثيرا من خطورته على المرمى.
أما هذا الموسم رفقة ناجلزمان فقد قام المدرب الشاب بنقل فيرنر إلى الداخل حيث أعتمد عليه كمهاجم متأخر ومساند ليوسف بولسن أو باتريك شيك وهو ما جعل اللاعب يحصل على حرية كاملة في التحرك في النصف الهجومي من الملعب.
“أنا ألعب الآن في مكان أقرب إلى صانع الألعاب وهو ما يعطيني حرية أكبر كان عليّ الإنتظار والصبر طويلا للحصول على فرصتي في هذا المكان وتطورت كثيرا لأصل إليه”.
يستغل نجلزمان إمكانيات فيرنر على أكمل وجه فبينما أعطاه حرية الحركة هجوميا فلزملائه دور كبير أيضا في وضع هداف فريقهم أمام المرمى وذلك بتحركاتهم التي تهدف في المقام الأول لفتح المساحات للاعب الذي يعرف جيدا متى وأين يتحرك.
قدرة على تحمل الضغوطات
تشير التقارير لإقتراب اللاعب من الإنضمام إلى فريق تشيلسي الإنجليزي الذي سيقوم بتسديد الشرط الجزائي الموجود في عقد اللاعب والبالغ 60 مليون يورو وذلك رغم أخبار مفاوضات ليفربول مع اللاعب ورغبة يورجن كلوب في ضمه والتي بدأت منذ 2015 ولاتزال مستمرة حتى اللحظة.
سيحقق بذلك فيرنر حلمه الذي كشف عنه في 2018 باللعب في الدوري الإنجليزي وإن كان لم يحدد أسم تشيلسي من الأندية الثلاثة الإنجليزية التي يرغب في اللعب لها هناك وذلك خلال حديث له مع صحيفة فور فور تو.
وسيكون فيرنر الألماني رقم 7 الذي سيرتدي قميص تشيلسي ولكنه سيكون مطالبا بمحو الأثر السيئ الذي تركه الثنائي الهجومي الذي أنضم للفريق أندري شورليه وماركو مارين اللذان لم يكونا على مستوى التطلعات في ظل تألق الأسماء الدفاعية وهم سابقا مايكل بالاك وروبيرت هوث وحاليا أنطونيو روديجير الذي سيكون زميله في الفترة المقبلة وصاحب الدور الكبير في إقناع فيرنر لللعب للبلوز.
في تشيلسي سيتعرض اللاعب لضغوطات كبيرة نظرا لإنتقاله إلى نادي مطالب بالفوز في كل المباريات بعكس الأندية التي لعب لها سابقا وفيرنر سيكون أحد نجوم فريق فرانك لامبارد المطالب بإعادة البلوز إلى المنافسة بقوة وحصد البطولات المحلية والأوروبية.
وضع فيرنر سابقا تحت إختبارات نفسية قاسية نجح في العبور منها ربما أهما ما تم ذكرها في البداية مع فشله في إنقاذ فريقه شتوتجارت من الهبوط بإضاعته للعديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة بإبقاء النادي الألماني التاريخي وسط الكبار وتجاوزها بتألقه المباشر والمستمر رفقة لايبزج.
المحنة النفسية الأخرى التي تعرض لها كانت عندما أصبح اللاعب محط هجوم من قبل جماهير الأندية الألمانية بعد أن حصل في مباراة لفريقه لايبزج على ركلة جزاء أمام فريق شالكه مشكوك في صحتها بعد أن قفز قبل أن يلتحم معه حارس النادي الملكي الأزرق.
تعرض اللاعب لهتافات معادية من قبل جماهير معظم الأندية الألمانية في المباريات التالية بل وأستقبلته جماهير المنتخب الألماني في ظهوره الدولي الأول بصافرات الإستهجان بسبب تلك اللقطة التي حدثت في ديسمبر 2016 وأضطر معها لزيارة الطبيب النفسي الخاص بالفريق.
كيف تأثر اللاعب داخل الملعب؟ لا شيء فواصل فيرنر زيارته لشباك المنافسين حتى أنهى الموسم برصيد 21 هدف وإن كان خارجه قد دافع عن نفسه بأنه لم يقصد التمثيل وأخبر الحكم مباشرة بأن الحارس لم يقم بلمسه ولكن دون جدوى.
وإن كان اللاعب قد نجح في التعامل مع صافرات الإستهجان فإنه فشل في تحمل صخب جماهير ملعب فودافون أرينا الخاص بنادي بشكتاش عندما واجه لايبزج الفريق التركي في دوري أبطال أوروبا وفشلت سدادات الإذن في تخفيض الضجيج ليخرج فيرنر بعد نصف ساعة فقد مستبدلا بعد أن فشلت أذنه في تحمل مستوى الضجيج المنبعث من المدرجات.
لحسن حظ فيرنر فملعب تشيلسي ستامفورد بريدج أقل صخبا بكثير، وفي إنجلترا لا يوجد أصخب من جماهير ليفربول التي سجلت أعلى معدل ضجيج لجمهور إنجليزي وذلك عندما أحتفلت بهدف لاعبا جون أرونا ريسي في مرمى تشيلسي في لقاء الكأس الذي جمعهم سويا في 2005 ولكن كل ذلك لا يقارن بما حدث أمام بشكتاش.
سيظفر تشيلسي بخدمات مهاجم متميز أثبت قدرته على التطور والتعلم بشكل مستمر ليكون هو نجم الشباك بجانب حكيم زياش في كتيبة هجومية شابة تضم تامي أبراهام وكريستان بولسيتش وكالوم هدسون أودوي وماسون ماونت ستحمل طموحات وآمال جماهير البلوز المستقبلية.