[ad_1]
قصة قائد حقن جنوده بالجدري.. جالباً الاستقلال
مع اندلاع حرب الاستقلال، اضطر الجيش القاري الأميركي بقيادة جورج واشنطن لمواجهة عدو ثان. فإضافة للبريطانيين، عانى الجنود الأميركيون من انتشار مرض الجدري في صفوفهم. وقد جاء هذا المرض المعدي ليضع حياة نسبة كبيرة من الأميركيين على المحك، مهدداً بذلك سير حرب الاستقلال ومستقبل المستعمرات الثلاثة عشر التي شكلت فيما بعد الولايات المتحدة.
سنة 1775، نقل الجنود القادمون من بريطانيا وكندا وألمانيا الجدري معهم لبوسطن. وبينما امتلك العديد من هؤلاء مناعة ضد المرض، افتقر الأميركيون بالمنطقة لهذه المناعة، ما جعلهم فريسة سهلة للجدري. لكن ولحسن حظ قوات الجيش القاري، تدخل القائد العسكري والرئيس المستقبلي للبلاد جورج واشنطن في الوقت المناسب لإنقاذ حياة جنوده وتغيير مستقبل المنطقة.
وعقب معارك لكسينغتون وكونكورد، نصب الجنود الأميركيون مخيمهم على مقربة من نهر تشارلز. وخلافاً لما توقعه كثيرون، منع جورج واشنطن جميع أهالي بوسطن من الاقتراب من هذه المنطقة العسكرية والاحتكاك بجنوده لتجنب انتقال العدوى إليهم، كما أمر بعزل كل جندي شكك الأطباء في إصابته بالجدري ووضعه بالحجر الصحي.
مع رحيل القوات البريطانية عن بوسطن في آذار/مارس 1776، رفض جورج واشنطن دخول كامل قواته للمدينة، وسمح فقط لأولئك الذين أصيبوا في وقت سابق من حياتهم بالجدري باجتياز معابرها.
وقد نبع قراره من تجربة صعبة عاشها خلال صغره حيث عانى وهو في التاسعة عشرة من عمره من مرض الجدري عقب زيارة قام بها لجزيرة باربادوس بالكاريبي. فاضطر لتحمل الحمى والأرق والطفح الجلدي شهراً كاملاً قبل أن ينجو ويخرج منتصراً من معركته مع المرض.
إلى ذلك اتجه جورج واشنطن خلال حرب الاستقلال لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية جنوده. فأمر بتطعيم قواته ضد الجدري اعتماداً على طريقة صينية قديمة منتشرة بالعديد من الدول يتم من خلالها إحداث جرح بسيط بذراع الشخص وضخ كمية ضئيلة، غير مسببة للمرض، من فيروسات الجدري داخل الجرح لمنح الجسم مناعة ضده.
إلا أن هذه الطريقة كانت محفوفة بالمخاطر، حيث فارق كثيرون الحياة عقب عمليات التطعيم بسبب جرعات الفيروس التي كانت قاتلة أحياناً. وتجنباً لمثل هذه العواقب الوخيمة، عمدت العديد من المناطق الأميركية لمنع هذه الممارسة وتوعدت بمعاقبة من يخالف ذلك.
وعلى الرغم من رفض الكونغرس القاري، أمر جورج واشنطن بتطعيم المنتدبين الجدد لصالح الجيش القاري. لكن مع استفحال المرض ووفاة الآلاف من جنوده بسبب الجدري، اتخذ واشنطن قراراً جريئاً بتطعيم بقية الجنود لحمايتهم من المرض. وبحلول أواخر عام 1777، حصل نحو 40 ألف جندي بالجيش القاري على التطعيم ضد الجدري.
مع تراجع نسبة الإصابة بالجدري من 20% لأقل من 1% في صفوف الجيش القاري، اقتنع الكونغرس بأهمية التطعيم لتبدأ إثر ذلك عملية رفع الحظر عنه تدريجياً.
وبحسب عدد من المؤرخين، أنقذ جورج واشنطن بفضل اعتماده على التطعيم حياة عشرات آلاف الجنود الأميركيين مساهماً بذلك في تغيير مجرى الحرب التي انتهت باستقلال المستعمرات الثلاثة عشر ونشأة الولايات المتحدة الأميركية وتنصيبه كأول رئيس بتاريخ البلاد.
إعلانات
الأكثر قراءة
-
تأجيل سداد قروض الموظفين السعوديين 3 أشهر دون رسوم
-
السعودية.. هذه التعليمات الجديدة لفتح المطاعم في شهر
-
دبي تقرر إعادة فتح الأسواق والمراكز التجارية السبت
-
شاهد اعتقال لبناني قتل زوجته وشقيقه ولبنانيين و5 سوريين
-
السعودية تدرس تمديد الإعفاء من المقابل المالي للوافدين
-
فيديو.. إقالة مدير مستشفى مصري رقص مع متعافين من كورونا
-
ابنة النجف تلفظ أنفاسها.. وفيديو للحظات الأخيرة
-
السعودية: هذه أوقات التجول داخل المدن خلال رمضان
-
الصحة العالمية: كورونا سيستمر طويلاً.. وهدفه أغلب البشر
-
مصر.. إقالة الناطق باسم الأوقاف بعد تصريح مثير للجدل
-
جزار داعش في الفخ.. دم الرهائن ينتقم من مغني راب مصري
-
بعد أنباء عن موت زعيم كوريا الشمالية دماغيا.. سيول تنفي
[ad_2]