ما زالت الحيوانات مربط الفرس عند الخبراء الذين يحاولون جاهدين معرفة أي جديد عن كوفيد 19 لإلحاق الهزيمة بالوباء العالمي.

ويحظى هذه الأيام الهامستر السوري وهو نوع من الفئران المحبوبة بين الحيوانات الأليفة، بنوع آخر من اهتمام العلماء لصلة ربما تكون موجودة لو أكدتها الأبحاث بين هذا الفأر وكورونا المستجد.

فقبل 15 عاما، وجد العلماء أن الهامستر يمكن أن يصاب بالفيروس التاجي الذي يسبب متلازمة الجهاز التنفسي الحادة “سارس”، إلا أن أعراض “سارس” عليه كانت خفية، ولذلك لم تحصل هذه الفئران على اهتمام كنموذج تجارب عن المرض. لكن مع كوفيد 19، الفيروس التاجي الناجم عن سلالة شبيهة بـ”السارس”، تبدو النتائج أكثر إشراقا.

ففي دراسة أعدها العالم الطبي جاسبر فوك ووتشان من جامعة هونغ كونغ (HKU) وزملاؤه، قاموا بإصابة 8 حيوانات من الهامستر بالفيروس.

وبعد الإصابة، فقدت الحيوانات وزنها، وأصبحت خاملة، وطورت فروا غريبا على جسدها، واتخذت وضعية منحنية، وأصبح تنفسها سريعا.

وعند الفحص، عثر الخبراء على مستويات عالية من السارس في رئتي الهامستر والأمعاء، كما لاحظوا أن أنسجة الفئران الأليفة امتلأت بالفيروس أيضاً، وفي النتيجة كتب الخبراء أن هذه الأعراض تشبه إلى حد كبير مظاهر عدوى الجهاز التنفسي عند البشر.

واحد من مجموعة

هذا الفريق ليس سوى واحد من عشرات المجموعات التي تتسابق لتطوير نماذج حيوانية يمكنها المساعدة في إيجاد لقاحات وعلاجات لجائحة كورونا العالمية.

ففي كل أسبوع، تنظم منظمة الصحة العالمية مؤتمرا بالفيديو لما يقرب من 100 من العلماء والخبراء والممولين الذين يعملون بشكل جماعي مع مجموعة من حيوانات المختبر بما في ذلك الفئران وأنواع من القرود.

كما من الممكن أن تساعد دراسات الهامستر هذه في زيادة توضيح كيفية انتشار الفيروس، فقد أفادت تجربة أجريت على فئران مصابة وأخرى سليمة تم جمعهم مع بعض بأن انتقال السارس 2 حدث بطرق مختلفة، فقد انتقل المرض في أول مرة عن طريق قطرات الجهاز التنفسي، وفي الثانية نقله البراز، لأن الهامستر يأكل البراز، ولم يستبعد العلماء انتقال المرض عن طريق الفم.

يشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد أي دواء معتمد لكوفيد-19، وهو مرض شديد العدوى ناتج عن فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من مليوني شخص في أنحاء العالم بعد أشهر من ظهوره، كما لم تعرف تفاصيل وافية عن سبب منشأ هذا المرض وكيف انتقل للإنسان.