[ad_1]
قصة كاثرين التي هزمت الأتراك قديما.. وتوسطت وفد أردوغان
بعد أن أثار تمثالها جدلا على مواقع التواصل، إثر ظهوره خلف الوفد الذي رافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طرحت العديد من التساؤلات حول هوية الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية.
فمن هي؟
عاش العالم ما بين عامي 1768 و1774 على وقع أحداث الحرب الروسية العثمانية التي سرعان ما تطورت من مناوشات حدودية لحرب واسعة. وبينما عانى العثمانيون، بقيادة السلطان مصطفى الثالث الذي اعتلى العرش عام 1757، من مشاكل داخلية جمة، اتجهت الإمبراطورة الروسية كاثرين العظيمة، المعروفة أيضاً بكاثرين الثانية، البالغة من العمر حينها 39 سنة لتوسيع نفوذ بلادها والحصول على موطئ قدم بالبحر الأسود وطرد الأتراك من المنطقة.
وبعد نحو 6 سنوات من القتال، تمكنت كاثرين الثانية من تحقيق نصر هز عروش أوروبا الغربية ففرضت بموجب ذلك معاهدة استسلام مذلّة، عرفت بمعاهدة كيتشوك كاينارجي (Kuchuk Kainarji)، على الأتراك الذين تلقوا هزائم قاسية بالحرب فأجبروا على تقديم تنازلات للإمبراطورية الروسية.
وبينما أوفدت روسيا المارشال بيوتر روميانتسيف (Pyotr Rumyantsev) لتوقيعها، أرسل السلطان العثماني عبد الحميد الأول، الذي استلم العرش حديثاً في يناير 1774 عقب وفاة أخيه السلطان مصطفى الثالث، وزيره محمد باشا لتمثيل العثمانيين وتوقيع المعاهدة.
وإضافة للبنود التي نصت على وقف إطلاق النار وعودة العلاقات الدبلوماسية وتبادل الأسرى وتسليم المطلوبين للعدالة، وافقت الدولة العثمانية على منح كاثرين الثانية لقبها وإدراج لقب “إمبراطورة الروس” بجميع مراسلاتهم نحو الإمبراطورية الروسية كما تعهد السلطان العثماني بحماية المسيحيين والكنائس والسماح للروس بزيارة القدس وسائر المدن العثمانية متى شاؤوا مع توفير الحماية لهم وإعفائهم من دفع الضرائب.
إلى ذلك سمح العثمانيون للروس بإرسال القناصل واختيار أماكن إقامتهم وإنشاء كنيسة يونانية بالقسطنطينية تحت إشراف السلطات الروسية. وإضافة لقبولها بتقديم تعويضات، وافقت الدولة العثمانية على تسهيل حركة عبور السفن الروسية عبر الدردنيل والبوسفور ومساعدة روسيا في إبرام اتفاقيات تجارية مع عدد من الإيالات كتونس والجزائر وطرابلس.
من جهة ثانية، أعادت الإمبراطورية الروسية مناطق مولدافيا وفالاشيا للعثمانيين عقب حصولها على ضمانات بمنحهما استقلالاً ذاتياً وتعهدت بالتدخل بهما في حال عدم احترام السلطان لوعوده بضمان حقوق المسيحيين. في المقابل، حصلت روسيا على مناطق بالقوقاز وموانئ هامة كأزوف وكيرتش لتكسب بذلك منفذاً استراتيجياً نحو البحر الأسود الذي لم يعد ملكاً للعثمانيين بعد اليوم.
كما حصلت خانية القرم على استقلالها من العثمانيين وظل ارتباطها بالقسطنطينية دينياً فقط قائماً على تنظيم سلطات الأخيرة للشؤون الدينية لمسلمي المنطقة.
لاحقاً، لم تتردد كاثرين الثانية عام 1783 في التدخل بخانية القرم لتضمها بشكل رسمي للإمبراطورية الروسية وتزيد بذلك من نفوذ بلادها بالبحر الأسود.
ولعب المسؤول العثماني أحمد رسمي أفندي ونظيره الروسي نيقولاي فاسيلييتش ريبينين (Nikolai Vasilyeich Repnin) الدور الأهم في إنجاح المفاوضات التي أفضت لتوقيع المعاهدة يوم 21 يوليو 1774 بمنطقة كيتشوك كاينارجي ببلغاريا حالياً.
وقد استهل بموجب ذلك السلطان العثماني عبد الحميد الأول ولايته باتفاقية مذلة حدّت من نفوذ ومكانة بلاده على الساحة العالمية، حيث أهين الأخير على يد الإمبراطورة الروسية كاثرين العظيمة التي ارتقت بروسيا وضمّتها لمصاف القوى العظمى وجعلتها ندا لفرنسا وإنجلترا. كما صنّفت روسيا نفسها، حسب المعاهدة الموقعة، حامية للمسيحيين الأرثوذكس بالشرق فضمت بذلك حق التدخل ضد الأتراك متى شاءت لحمايتهم.
إعلانات
الأكثر قراءة
-
الصحة العالمية تنهي الجدل.. هل يختفي كورونا في الصيف؟
-
كورونا يراوغ ويتخفى.. أعراض جديدة للإصابة
-
بعد كاترين.. “ساعة حرب” بين أردوغان وبوتين تثير جدلاً
-
بلبلة في لبنان.. مصابة بكورونا احتفلت بعيد ميلاد ابنتها
-
رجال دين في القطيف: الإفصاح عن زيارة إيران واجب شرعي
-
اشتباكات على حدود تركيا واليونان.. القوات وجهاً لوجه
[ad_2]