[ad_1]
بتفوق تام، عبر الزمالك عقبة الترجي التونسي في دوري أبطال إفريقيا، بعد أيام من تتويجه بلقب سوبر إفريقيا على حسابه، لينهي سيطرة فريق الدم والذهب على البطولة الأكبر في أخر موسمين.
معركة وهمية
خسر الترجي مباراة الذهاب في القاهرة رغم جرأة البداية وتسجيل هدف مبكر في ملعب الزمالك، ليصبح مطالباً بإظهار شجاعة أكبر ولعب هجومي طوال أوقات المباراة على ملعب رادس.
أوهم الترجي جماهيره بأنه يلعب للاستحواذ والضغط وتسجيل الأهداف، سجل هدف مبكر من ضربة جزاء بخطأ معتاد من المدافع محمود علاء بلمس الكرة داخل منطقة الجزاء، وكانت هذه أول وأخر هدايا الضيف المصري لنظيره التونسي.
سيطر الترجي بأفضلية قليلة على الكرة في بداية المباراة، لكنه لم ينجح في الاستحواذ بنسبة أكثر من 56% على الكرة، وذلك بسبب عدم سماح الزمالك لأصحاب الأرض بامتلاك الكرة.
بعد الهدف ظهر الرضا على أداء لاعبي الترجي، لم يبادروا لكسب معركتهم في الاستحواذ، تقاسموا السيطرة مع الأبيض بكل أريحية، ولم يصل لمرمى أبوجبل أي تهديد تونسي، ربما لأن رجال المدرب الموقوف معين الشعباني ضلوا الطريق، وباتوا تائهين رغم خوضهم المباراة على ملعبهم وبين شعبهم الوفي في المدرجات.
ظل الترجي يوهم نفسه وجماهيره بأنه ساعي نحو الهدف، لكن لا فرص على الإطلاق، باستثناء بضعة عرضيات ماتت كلها عن دفاع الزمالك، بات الهدف الرئيسي لأصحاب الأرض هو الحصول على ركلة جزاء جديدة.
وكاد حازم إمام أن يمنح الترجي هدية أخرى بلمس الكرة داخل منطقة الجزاء لكن الحكم أشار باستئناف اللعب وتجاهل اعتراضات لاعبي الترجي، ليفقد أهل الملعب أخر فرصهم في المباراة.
لم يكن الترجي قادراً على الاختراق من العمق، وبدا مهاجمه أوتارا (شبح جوميز)، الذي يشبه مهاجم الهلال السعودي شكلاً، لكنه لم يظهر أي شيء يشير إلى أنه يستحق قيادة هجوم بطل إفريقيا بأخر موسمين.
وعلى الأطراف أغلق الزمالك كل الفرص على الترجي، وعندما مرت عدة عرضيات من جبهتي عبد الشافي وحازم إمام كانت الكثافة العددية في منطقة جزاء الأبيض كفيلة بمنع أي خطورة.
الثعلب الحقيقي
أطلق المدرب الصربي السابق لنادي الزمالك لقب “الثعلب” على نفسه، ونعته الإعلام الرسمي للنادي الأبيض بنفس اللقب بعد أن فاز بكأس مصر، لكن سرعان ما تهاوت الثقة وساءت النتائج ليرحل ميتشو.
لكن كانت هناك هدية غير متوقعة تركها النادي الأهلي ظناً منه أن منافسه الأبيض لن يستفيد منها، إلا أن إدارة الزمالك فطنت إلى وجود الفرنسي باتريس كارتيرون ضمن قائمة المدربين المتاحين غير المرتبطين بعمل مع أندية أخرى، فالتقطته.
أظهر كارتيرون براعة حقيقية في مباراة السوبر الإفريقي، تفوق تماماً على الترجي بصورة غير متوقعة، ثم كرر التفوق في استاد القاهرة رغم البداية المباغتة للترجي بتسجيل هدف وإهدار عدة فرص.
كارتيرون في مباراة رادس لم يجري تعديلات على تشكيل الفريق، لعب بنفس طريقته (4-2-3-1) التي تتحول إلى (4-5-1) في حالات الدفاع أو (4-3-3)، مكتفياً بثنائية فرجاني ساسي وطارق حامد فقط في الوسط، مع دعم من يوسف أوباما.
وعلى الطرف الأيمن لم يكن حازم إمام وحيداً، فقد وجد كل العون من طارق حامد ويوسف أوباما وأحمد زيزو، لينجح المدرب الفرنسي في إبطال مفعول حمدو الهوني أخطر مفاتيح الترجي الهجومي.
وفي الجهة اليسرى حاول فرجاني ساسي تطبيق تعليمات كارتيرون بمعاونة عبد الشافي، لكن الدولي التونسي خذل مدربه بأداء ضعيف، لكن محمد عبد الشافي كان كعادته ملتزماً ومتميزاً في غلق جبهته ولم يدخر جهداً، ولقى العون والمساندة من محمود الونش وطارق حامد ويوسف أوباما.
ثعلب الزمالك الحقيقي، كارتيرون، دافع جيداً دون تعديلات طارئة في التشكيل، ودون ركن الحافلة والارتكان داخل وحول منطقة الجزاء، لم يترك الكرة للترجي ولم يحارب من أجل الاستحواذ، مرر اللقاء كما أراد رغم استقبال هدف مبكر يرعب أي ضيف على ملعب رادس.
وساعد المدرب الفرنسي لاعبي الزمالك الذين استغلوا خبراتهم في قتل اللعب أغلب أوقات المباراة، سواء بإهدار الوقت وتمريره دون خطورة على مرماهم، أو بتنفيذ التعليمات الدفاعية في التصدي لمحاولات الترجي اليائسة التي جاءت وديعة غير شرسة طوال أوقات المباراة.
رسالة مبكرة
في الدقيقة الأولى وجه الزمالك رسالة إلى أصحاب الأرض بتسديدة بعد ثوانٍ قليلة من ضربة البداية تعامل معها الحارس المتوتر دائماً معز بن شريفية بطريقة سيئة قبل أن يبعدها الدفاع، كانت الرسالة واضحة بأن الأبيض لن يدافع ولن يسمح للترجي بفرض السيطرة.
رياح عادية
مع بداية الشوط الثاني ثار الترجي في الملعب وأرسل 3 كرات عرضية داخل منطقة جزاء الزمالك وكاد حمدو الهوني أن يسجل هدفاً في الدقيقة 49 لكن أبوجبل تصدى لها، فكانت أخر فرص الترجي الذي حاول صنع رياح عاتية تقتلع شباك الزمالك لكنها جاءت رياح عادية جداً كنسمات استنشقها فريق الزمالك دون ضجر.